البشارة
| The-Quran-and-the-People-of-the-Book# مقدمة
هذه المجموعة من الدروس تعنى بدراسة العلاقة بين أهل الكتاب ورسالة القرآن الكريم، وفي الحلقة السابقة وهي الحلقة الأولى من هذه السلسلة درسنا دلالة الخطاب الرباني المباشر لبني إسرائيل في رسالة القرآن وفي أول سورة، وكذلك دلالات أوامره عز وجل لهم بالإيمان برسالة القرآن، وتعقيب ذلك بأن لا يكونوا أول كافر بدعوة النبي محمد (ص)، وتساءلنا عن علاقتهم بهذه الرسالة، وعن سبب هذه الدعوة الخاصة، فتبين لنا أن علاقتهم برسالة القرآن علاقة وطيدة، كونهم أبناء نبي الله إبراهيم من فرع نبي الله إسحاق ومن بعد إسحاق يعقوب، ولأنهم – على افتراض – على ملة أبيهم إبراهيم، فإن كانوا كذلك، وإن كان النبي محمد جاء على نفس الملة، كان لزامًا أن يكونوا أول من يؤمن بها بل ويقف موقف المؤيد والناصر لها.
لا زلنا في معرض الإجابة على نفس السؤال: وهو لماذا يخصص الله عز وجل خطابه لبني إسرائيل في بداية سورة البقرة ويأمرهم بالإيمان بالقرآن الكريم؟ نستكمل الإجابة على هذا السؤال في هذه الحلقة ، ونستعرض حقيقة قرآنية أخرى وهي البشارة، ونقصد بها البشارة ببعثة النبي محمد (ص) في الكتب السماوية السابقة، ثم نضع التساؤلات حول دلالة تلك البشارة؟ لِمَ يتم التبشير بها ؟ ولم تستحوذ هذه الرسالة على كل ذلك الاهتمام؟
نستعرض البشارة النبوية في ثلاث آيات من القرآن الكريم، الأول في آية (9) من سورة الصف، والثانية في سورة الأعراف الآية (157)، والثالثة في سورة البقرة من الآية (127) إلى الآية (129) ، ثم بعد ذلك الاستعراض نصل إلى نتيجة لفهم الترابط بين حلقة اليوم والحلقة السابقة.
# 1- البشارة على لسان عيسى (ع)
﴿وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ﴾ الصف [6]
خطاب الآية موجه من نبي الله عيسى (ع) بأمر من الله عز وجل إلى بني إسرائيل، يعرف بنفسه أولًا ويقول : ﴿ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ ﴾ ثم يؤكد على صدق دعواه بتصديقه للتوراة ﴿ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ ﴾ والمصدق لها يكون مؤيدًا لها ومؤَيدًا بها، والمؤيد للشيء هو مؤكد على ماجاء فيه، لايبدل شيء من أحكامه ولا من شرائعه ولا من عقائده، بل إن المصدق للشيء هو مؤمن به أولًا ثم يكون مؤيدًا له.
ثم يبشر عيسى عليه السلام بمجيء رسول من بعده ﴿ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ ﴾ محددًا اسم هذا الرسول وهو " أحمد " ، والآية في بدايتها تخاطب بني إسرائيل، فالبشارة جاءتهم من خلال عيسى (ع)، ثم تختم الآية بقولها ﴿ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ ﴾ أي لما جاء النبي محمد (ص) بالبيانات وهي آيات القرآن الدالة على صدق دعوته وتصديقه لكتاب التوراة، نكصوا على أعقابهم وكفروا به وقالوا : ﴿ هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ ﴾. أي أن بني إسرئيل المعنيين بالخطاب والذين أوصاهم نبي الله عيسى بالإيمان بالدعوة القادمة كانوا أول كافر بهذه الرسالة. إذًا المُبشِر هو عيسى (ع) وهو من بني إسرائيل، والمبشرين به هم بني إسرائيل.
ثم إن قولهم أنه سحر مبين دال على أنهم رأوا في هذه الدعوة العجب، ورأوا فيها ما يدفع بعضهم أو غيرهم إلى التصديق، فأسموا تلك الدافعية نحو تصديق هذا الرجل بالسحر، أي أنه يملك قوة جاذبة تجعل من أمَامه يُصدِق به ويندفع نحوه، وبدلًا من أن يعتبروا ذلك نوعًا من التأييد الرباني أسموَه بالسِحر المبين، أي السحر الواضح البين الذي لا لبس فيه – حسب ادعاءهم.
هل سبق نبي الله عيسى أحد بالبشارة برسالة القرآن الكريم؟ سنجد في الآية التالية أن نبي الله عيسى (ع) إنما نقل بشارة مكتوبة عنده من الإنجيل، كما كانت مكتوبة من قبل ذاك في التوراة.
# 2- بشارة التوراة
يقول الله عز وجل:
﴿الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾ الأعراف [157]
الآية المباركة تتحدث في سياقها عن بني إسرائيل، وبالتحديد الذين آمنوا برسالة النبي محمد (ص)، واتبعوه واتبعوا رسالة القرآن الكريم بدليل الحديث عن التوراة، الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ ﴾ النبي الأمي هو النبي محمد (ص)، والآية تتحدث عن حقيقة مكتوبة في كتابهم المقدس تتعلق بصدق دعوى هذا الرسول، وتقول : ﴿ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ﴾ أي أن البشارة به وبصفاته مكتوبة في كل من التوراة والإنجيل، ولهذه العبارة دلالة كبرى فرسالة النبي لم تكن بشارة نبي الله عيسى (ع) فحسب، بل إنها بشارة نبي الله موسى (ع)، فقد ورد ذكره في التوراة، والآية تشدد بقولها "مكتوبًا " والكتابة ثابتة على مر الزمن لا يمحوها النسيان.
ثم إن الآية المباركة تعطي الصفات الموضوعية لهذا الرسول: ﴿ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ﴾ ثم إن الآية المباركة تختم بقولها : ﴿ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ أُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ ﴾، مستخدمة لفظة لها دلالة هامة أيضًا وهي " النصرة "، فالجميع مأمورون بالإيمان بهذه الرسالة، أما بني إسرائيل فمطلوب منهم زيادة على الإيمان به نصرته، ومن آمن بهذه الرسالة منهم فقد دخل في فريق أنصار النبي محمد، وهذا ما سيتضح أكثر فاكثر لاحقًا إن شاء الله.
إذًا نحن أمام بشارة امتدت لزمن طويل تجاوزت عمر الإنجيل لتصل إلى التوراة، بل إن هذه البشارة تجاوزت التوراة أيضًا لتصل إلى مؤسس الملة ورافع أساسها وهو نبي الله إبراهيم (ع) وابنه إسماعيل، فهو من دعا بهذه الرسالة الخاتمة المباكة، وهذا ما نجده في سورة البقرة، يقول الله عز وجل:
# 3- دعوة نبي الله إبراهيم (ع)
﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنْ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ البقرة [127]-[129]
تعرض هذه الآيات المباركة مشهد هام في تأسيس الملة وهو إعادة بناء وإعمار المسجد الحرام على يد نبي الله إبراهيم (ع) مع ابنه إسماعيل، وفي هذه الأثناء يدعوا ربهما بهذا الدعاء ﴿ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ﴾ بأن يتقبل الله منهما هذا العمل وهو بناء الكعبة المشرفة، ثم يدعوا بأن يجعلهما من المسلمين ﴿ رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ ﴾ بل ويدعوا ربهما أن يجعل منهما ومن ذريتهما أمة مسلمة ﴿ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ ﴾ حتى تكون هذه الذرية انموذجًا إيمانيًا يحتذى به لكل من يسعى للدخول في الاسلام لرب العالمين من بين بقية الأمم.
ثم تحقيقًا للإسلام والتوحيد والاخلاص لله عز وجل ولأنهما لا يأتمران إلا بأمر الله، يتمما دعاءهما لله بأن يريهما المناسك، ولا يتنسكان إلا بما نصه كتاب الله، ﴿ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ﴾ ثم يأتي الدعاء بأن يبعث الله عز وجل في هذه الذرية والتي هي من المفترض أن تكون الأمة المسلمة، أن يبعث فيها رسولًا منهم، أي من نفس الذرية يتلو عليهم الآيات ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم، فالآيات هي مصدر الاسلام لله.
﴿ رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمْ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ في هذا المقطع تتجلى دعوة نبي الله إبراهيم وابنه اسماعيل (ع) في النبي محمد ورسالة القرآن الكريم، فقد دعوا الله لذريتهما ببقاء الإيمان والإسلام لله، وبقاء أحكام الله ومناسكه فلا تنقطع ولا تغيب عن الأرض، وخصوصًا في هذه البقعة الطاهرة وذلك بإرسال رسول تتنزل عليه آيات الله، فيتلوها ويعلم بها أحكام الله وشرعه وحكمته. ولقد حقق الله عز وجل هذه الدعوة بإرسال النبي محمد (ص) وإنزال القرآن الكريم.
وبهذا يتأكد لنا وجود دعوة لبعثة النبي محمد وإنزال رسالته قبل التوراة، وقبل موسى بل وقبل إسرائيل، فهذه البشارات ماكانت إلا استجابة لدعوة سبقت كل تلك الرسل، ومن بداية تأسيس ملة إبراهيم ومن اليوم الأول الذي رفعت فيه القواعد، ذلك لأن الملة تتأسس على ركائز لا غنى عنها، فإذا تحدد مكان البيت ورفعت قواعده، بقي وجود الكتاب الذي هو مصدر الإسلام والنبي الذي يمثل امتداد لدور إمامة نبي الله إبراهيم (ع).
# خلاصة ونتيجة
في المقطع الأول من سورة الصف وجدنا بشارة عيسى (ع) ببعثة النبي محمد ورسالة القرآن الكريم، أما المقطع الثاني فوجدنا أن التوراة والإنجيل نصتا عليه وبشرت به، ثم في الأخير وجدنا أن هذه البعثة الخاتمة كانت استجابة لدعوة نبي الله إبراهيم وابنه اسماعيل لأبناءه من بعده أثناء رفع القواعد وبناء البيت. مما يقودنا إلى أن البشارة التي جاءت في كل من التوراة والإنجيل إنما هي استجابة لدعوة خليل الرحمن (ع).
بعد هذا الاستعراض نطرح التساؤل الجوهري لهذه الحلقة، لقد جاء عيسى (ع) لبني إسرائيل بالتحديد بآيات واضحات بينات، فقد أحيا الموتى وابرأ الأكمه والأبرص، ثم أنه جاء بالإنجيل ومصدّقًا للتوراة ، وعلى أساس كل تلك الآيات كان لزامًا على بني إسرائيل أن يصدّقوا به وبما جاء به وأن يصدقوا بهذه البشارة، والسؤال: لماذا يتم تبشير بني إسرائيل بهذه الدعوة ومنذ زمن بعيد؟ لماذا يُبشر به نبي الله عيسى (ع) ؟ ثم لماذا يكون مكتوبًا في التوراة والإنجيل؟ وما علاقتهم بهذه الدعوة ؟ هذا التساؤل يجيب عن نفسه -وكما فهمنا من الحلقة السابقة - بأن بني إسرائيل معنيون بهذه الرسالة ولهم شأن في ملة إبراهيم، وكان مطلوبًا منهم أن يؤمنوا بهذا الرسول وأن يؤيدوا دعوته أمام الناس. ومن هذا يتأكد لنا أن بني إسرائيل الذين آمنوا بدعوة عيسى (ع) كانوا ينتظرون هذا الرسول، وعلى يقين من بعثته، والآية الكريمة تختصر المشهد بقولها بأنهم حين جاءهم كفروا به وقالوا أن هذا الرجل جاء بسحر مبين.
نعود إلى مابدأنا به: وهو السؤال: لماذا يخاطب الله عز وجل بني إسرائيل بالخصوص في بداية سورة البقرة ويدعوهم للإسلام؟
لقد وجدنا في الحلقة السابقة أن الله أمر بني إسرائيل بأن لا يكونوا أول كافر بالقرآن، وقلنا بأن لهذا الأمر دلالة على وجود علاقة خاصة بينهم وبين هذه الرسالة، وأن العبارة تعطي دلالة وهي وجوب أن يكونوا أول المؤمنين والناصرين، وقلنا أن ذلك راجع إلى أنهم والنبي محمد من ملة واحدة، وفي هذه الحلقة وجدنا أن النبي محمد مكتوب في الكتب السماوية السابقة، وأنه دعوة نبي الله إبراهيم، فقد دعا به قبل عشرات القرون، وبشرت به التوراة والإنجيل.
وعليه يمكننا فهم الارتباط الوثيق بين بني إسرائيل والقرآن الكريم، فالقرآن رسالة موجهة لأتباع ملة إبراهيم وبني إسرائيل هم أول المعنيين بهذه الرسالة لأنهم أبناء الملة وأبناء العهد، وقد أمرهم الله عز وجل أن ينصروا هذه الدعوة وأن يقفوا معها لأن الناس تنظر إليهم على أنهم أهل كتاب وعندهم العلم بالرسالات كيف يجب أن تكون، فكان من الواجب على من لديه علم بذلك أن يُذعن بل ويُعلن للناس حقيقة ما يجده في كتابه السماوي، وما يؤيد هذه الرسالة. ولكنهم – في المجمل – نكروا هذه الرسالة وصدوا عنها وكذبوها وعملوا على إبطالها علوًا واستكبارًا في الأرض.
ويجدر بنا في هذا المقام أن نلحظ أن بني إسرائيل لديهم رسالتهم من السماء وهي التوراة، ولنا أن نتساءل أيضًا: إذا كانت لديهم رسالتهم الخاصة، فلِم يَطلب الله منهم أن لا يكونوا أول كافر بالقرآن؟ فهل القرآن هو امتداد للتوراة؟ لو لم تكن الدعوتان ذات اتجاه واحد بكل التفاصيل لما كانت هذه الدعوة الجديدة ذات دلالة هامة بالنسبة لهم؟