سورة الأعراف من آية 163 إلى آية 167
| ayat | alaraf(وَاسْأَلْهُمْ عَنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعاً وَيَوْمَ لا يَسْبِتُونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (163))
السؤال المطلوب هو سؤال تذكيري، بمعنى أنه يقول لهم أتذكرون ماذا فعل الله بأهل القرية المعتدين في يوم السبت، وفي ذلك إشارة إلى أن الله حرم عليهم الصيد يوم السبت، وهي حرمة بشكل محدد، وقد ابتلاهم الله سبحانه وتعالى في هذا الأمر بأن جعل الأسماك تلوح لهم يوم السبت بينما في بقية الأيام لا تظهر لهم تلك الأسماك، فخالفوا ذلك الأمر فعاقبهم الله لمخالفتهم المتعمدة والتي عبرت عنها الآية بالاعتداء.
هؤلاء القوم كانوا يسكنون في قرية حاضرة البحر، وفي هذا إشارة إلى أن جزء من بني إسرائيل تفرقوا بين القرى، وكانت إحدى الأمم منهم قد سكنت قرية حاضرة البحر أي على أنها تعيش حياة حضرية على شاطئ البحر ولها مقومات الحياة المستدامة، وفي ذلك إشارة إلى تمزيق بني إسرائيل إلى عدة أمم في عدة مناطق وعدة قرى من ضمنها قرية على شاطئ البحر.
(وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164))
الآية تفرق بين الذين تعاملوا مع حكم الطعام إلى أمم، ففرقة من بني إسرائيل هم الذين اعتدوا، وهناك فرقة أخرى ترفض أن تخالف أوامر الله، وبهذا فقد قطعهم هذا الأمر إلى أمم، أمة تتعامل بفسوق، وامة تتعامل بخوف وحذر من الله.
(فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنْ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165))
لقد نجى من كان ينهى عن السوء وينهى عن الاصطياد في يوم السبت الذي منعهم الله بأن يفعلوه، ولقد أخذ الذين يعملون هذا السوء عذاب بئيس.
(فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166))
الذين عتوا هم الذين واصلوا في مخالفة هذا الأمر بعد العذاب البئيس الذي وقع عليهم، وقد يكون العذاب لم يهلكهم ولم يؤمنوا أيضاً أنه عقاب على ما يرتكبوه من مخالفة إلى أوامر الله سبحانه وتعالى، فمن عتا وواصل على الرغم من رؤيته لذلك العذاب حولهم الله إلى قردة خاسئين.
(وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكَ لَيَبْعَثَنَّ عَلَيْهِمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ مَنْ يَسُومُهُمْ سُوءَ الْعَذَابِ إِنَّ رَبَّكَ لَسَرِيعُ الْعِقَابِ وَإِنَّهُ لَغَفُورٌ رَحِيمٌ (167))
أذن الله سبحانه وتعالى أن يبعث من يعذبهم عبر الأزمان، وهذا الأمر لا شك ينطبق على المخالفين لأوامر الله البينة، والله سبحانه وتعالى يحذرهم على الدوام من مخالفة أوامرهم كونهم يعلمون أوامر الله ومع ذلك يخالفون، ولربما يكون الحديث مخصص في الذين تحولوا إلى قردة.