سورة العصر من آية 1 إلى آية 3
| ayat | alasr(وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الْإِنسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ (3))
السورة الشريفة تقسم بالعصر وهو مطلق الدهر، بأن الإنسان - هذا المخلوق الذي هو أحد كائنات هذه الكرة الأرضية - أن هذا المخلوق خاسر ، والخسارة تظهر في العادة في نهاية المشروع أو نهاية الحركة، فتقول للإنسان أنك خاسر في هذه الحياة، أو خاسر في هذا المشروع أو خاسر في هذا العمل الذي تقوم به وتقصد أن نهاية ما تقوم به سيؤول بك إلى الخسارة، والخسارة مطلق الخسارة، ففي التجارة يكون التاجر قد استنفذ رأس ماله وطاقته وقدرته ومن ثم تكون الخسارة التي هي أن يخسر كل ماقدمه من مال وجهد ويكون عليه نكالاً أي يكون مطالباً بعد ذلك بدلاً من أن يكون رابحاً.
الآية تقسم بالعصر وبهذا تقدر الوقت تقديراً بشكل كبير جدًا كون أن هذا الوقت هو المادة التي يحتاجها المؤمن من أجل أن يربح بدلاً من أن يخسر، فهذا الوقت قد خسره الإنسان وهذا الوقت هو المدة التي أعطاها الله للإنسان من أجل أن يختار ما يصلحه بدلاً من أن يختار ما يبعده عن حقيقة المحاسبة.
ومن ثم تستثن الآية من أولئك الخاسرين الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر، التواصي بالحق يعني أن المؤمن يستجيب للوصية بالحق، يوصّى فيتَوصّى. الحق هو القرآن الكريم ومافيه من حقوق على المؤمن تجاه الله أو تجاه الناس، والتواصي بالصبر يكون من خلال الاستعانة بالصبر على أداء كل تلك الحقوق التي على المؤمن.