سورة آل عمران من آية 121 إلى آية 129
| ayat | alimran( وَإِذْ غَدَوْتَ مِنْ أَهْلِكَ تُبَوِّئُ الْمُؤْمِنِينَ مَقَاعِدَ لِلْقِتَالِ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (121))
( إِذْ هَمَّتْ طَائِفَتَانِ مِنْكُمْ أَنْ تَفْشَلا وَاللَّهُ وَلِيُّهُمَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ (122))
في حين من الأحيان حين خرج الرسول (ص) من بين أهله يبوئ المؤمنين مقاعد للقتال، همت طائفتان من المؤمنين أن يفشلوا، كيف يهم المؤمن بالفشل، الهمة تكون على فعل شيء ولكن الله يصف ذلك الفعل الذي كان المؤمنون يريدونه هو همة بالفشل، وكيف يهمون بالفشل والله وليهما، إذاً في تلك اللحظة التي هموا فيها خرجوا من ولاية الله، ولربما اعتمدوا وتوكلوا على أنفسهم لذا اختتمت الآية بقولها : " وعلى الله فليتوكل المؤمنون ".
(وَلَقَدْ نَصَرَكُمْ اللَّهُ بِبَدْرٍ وَأَنْتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (123))
الآية تشير إلى موقف عاشه المؤمنون قبل هذه الحادثة، وهو النصر في يوم بدر حيث كانوا مستضعفين ومع ذلك فقد نصرهم الله سبحانه وتعالى. والله سبحانه وتعالى يذكرهم الآن بهذا الفضل من عنده حتى يشكروه عليها، فإن أرادوا الشكر فعليهم التقوى في التعامل مع الحالات القادمة من المعارك، وهذه إشارة لاختلال التقوى في المؤمنين حين هموا بالفشل في الموقف الحالي.
(إِذْ تَقُولُ لِلْمُؤْمِنِينَ أَلَنْ يَكْفِيَكُمْ أَنْ يُمِدَّكُمْ رَبُّكُمْ بِثَلاثَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُنْزَلِينَ (124))
والرسول في ذلك الموقف يقول لهم
(إذ) هي إشارة إلى الوقت الزماني الذي حدثت فيه الحادثة المعنية، فحين همت طائفتان من المؤمنين أن يفشلا، قال لهم الرسول مطمئناً لهم " ألن يكفيكم أن يمدكم ربكم بثلاثة آلاف من الملائكة منزلين" وفي هذا القول تطمين للمؤمنين، لأن حالة الفشل نتجت بسبب الارتباك والقلق والخوف من نتيجة التنظيم الإداري أو الترتيبات لمواجهة العدو، ولكن هذا القول من المفترض أن يزيل هذا القلق ويزيد من حالة التوكل على الله سبحانه وتعالى.
(بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنْ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمِينَ (125))
(بلى) تأكيد رباني على ذلك الإمداد، يؤكد الله سبحانه وتعالى: " إن تصبروا وتتقوا ويأتوكم من فورهم هذا يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين" ، المطلوب من المؤمنين الآن الصبر وعدم نفاذ التحمل، والمطلوب التقوى أيضاً، في عدم الإخلال بالقواعد الربانية وعدم النظر إلى القواعد الدنيوية، والنظر إلى الآخرة وقواعدها. " ويأتوكم من فورهم هذا " وهذا الأتيان مباغت للمؤمنين وبشكل فوري كما ترون الآن، فإن التزمتم بقواعد الله، " يمددكم ربكم بخمسة آلاف من الملائكة مسومين " سوف يكون الإمداد الرباني بخمسة آلاف وهي أكثر من الثلاثة آلاف، وتلك الثلاث آلاف منزلين من السماء، فهذه زيادة من عند الله وهي خمسة آلاف مسومين، والمسوم هو الذي يسوم العذاب، أي يقاتل معك بشكل خفي لا تراه الأعين.
(وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُمْ بِهِ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ (126))
لقد جعل الله سبحانه وتعالى القول في شأن الملائكة ومددهم بشرى إلى المؤمنين الذين أعدهم الرسول في مواجهة العدو. والله يؤكد أن النصر من عند الله العزيز الحكيم.
( لِيَقْطَعَ طَرَفاً مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا أَوْ يَكْبِتَهُمْ فَيَنْقَلِبُوا خَائِبِينَ (127))
الآية أطراف مختلفة ومتنوعة، وهذه الجهات إما أن يقطع طرفاً منها، أو يكبتهم أي لا يستطيون النيل من المؤمنين فيخيبوا في مسعاهم.
(لَيْسَ لَكَ مِنْ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ (128))
(وَلِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (129))
لأن الله سبحانه وتعالى هو المقرر في عملية الحرب، وقرار الحرب يعني قرار قتال للفئة الكافرة التي يواجهها المؤمنون الآن. ولكن هذه المغفرة لمن يشاء من الذين يتوب عليهم في هذه الحرب.