سورة آل عمران من آية 186 إلى آية 189
| ayat | alimranلَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنْ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ (186))
(وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ (187))
الله سبحانه وتعالى أخذ ميثاق على أهل الكتاب أن يبينوا مواضيع الكتاب وأن يبينوا ما يريده الله من الناس في دينهم، والميثاق عهد غليظ بأن يظهروا حقائق الكتاب، ولكنهم نبذوه وراء ظهورهم، والكتاب السماوي يجب أن يكون أمام الأنظار وليس وراء الظهور، أمام الأعين تبصر به الحقائق، ولكن عندما يكون وراء الظهور فهذا يعني أن هناك شيء آخر بقي أمام الأنظار. " فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمناً قليلاً" اشتروا به أي استبدلوه بشيء آخر ذلك الشيء هو خلاف الكتاب وهو ما يحمل مبادئ الطائفة التي ينتمون إليها. "فبئس ما يشترون" لأن هذا الذي اشتروه ليس بالشيء ذات القيمة في الدنيا ولا في الآخرة.
(لا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَوا وَيُحِبُّونَ أَنْ يُحْمَدُوا بِمَا لَمْ يَفْعَلُوا فَلا تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِنْ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (188))
خطاب للنبي يتحدث فيه عن الذين حملوا التوراة ولم يحملوها، يتحدث فيه عن الذين أوتوا الكتاب وأوتوا علمه ولكنهم لم يعملوا بما علموا، فهم أوتوا الكتاب ولكنهم لم يبلغوا حقائق هذا الكتاب، فهذه الآية تكمل الحديث عن الآية السابقة. وهؤلاء فرحين بما آتاهم الله من علم، فرحين بهذا الاختصاص الرباني الذي أعطاهم الله إياه
(وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (189))
هذه الآية تتحدث عن تسبيح الله بإرجاع حقيقة الملكية له سبحانه وتعالى هذا بصورة العموم أما بصورة الخصوص فإنها تتحدث عن حالة أهل الكتاب الذين تمكنوا من السيطرة على الموقف من دعوة النبي محمد، فظهروا وكأن الملك لهم، فهم أصحاب الكلمة وهم الذين ملكوا الموقف، اذ لهم الكلمة العليا في الدين في ذلك الزمان وقد امتنعوا عن نصرة النبي محمد كما بيّنت الآيتان السابقتان، فالآية تقول بأنه حتى وإن ظهرت مجريات الأمور وكأن الكفة لصالحهم إلا أن الحقيقة هي هذا التسبيح أن الملك لله سبحانه وتعالى، وهو على كل شيء قدير ولا يعجزه الذين كفروا.