مدونة حلمي العلق

سورة الإسراء من آية 50 إلى آية 55

 | ayat | alisra

قُلْ كُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِيداً (50)

أَوْ خَلْقاً مِمَّا يَكْبُرُ فِي صُدُورِكُمْ فَسَيَقُولُونَ مَنْ يُعِيدُنَا قُلْ الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ وَيَقُولُونَ مَتَى هُوَ قُلْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَرِيباً (51)

يَوْمَ يَدْعُوكُمْ فَتَسْتَجِيبُونَ بِحَمْدِهِ وَتَظُنُّونَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاَّ قَلِيلاً (52)

(وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا)

[سورة اﻹسراء 53]

في حال نشب نزاع بين مؤمنين فعلى كل منهم ان يقولوا الاحسن وليس الحسن، وذلك ليتغلبوا على نزغ الشيطان الذي يريد لهم الخلاف والافتراق باحداث العداوة بينهم.

ارى فى الايه حكما لنا لابد من اخذه بقوه ...

يوجد عدوا لنا دائما ينزغ بيننا ودائما يحاول ان يخرب الاخوه التى جعلها لنا الله نعمه منه وهذا العدو يريد التفرقه بين عباد الله ....

لذلك بدء الله بالحصانه للمؤمنين من هذا العدو

فإذا نزغ وجدنا نقول الاحسن ولا نقول الاسوء

فتحصنوا بالقول الاحسن بيننا ليفشل الشيطان

فتعلمت من هذه الايه مهما حدث بينى وبين اى مؤمن ان اتذكر ان الله امرنى ان اقول الاحسن

-----------

نحن مأمورون ...بأن نقول الكلام الأحسن و الأجمل ...فيما بيننا ..في جميع مجالات الحياة

وذلك لما يعود علينا بالخير والصلاح ...

الكلام الحسن الطيب يفتح باب للود وتوطيد العلاقات والكلام اللين ايضآ يجعل حبل من التواصل بين الناس ...الكلمة الطيبة لها الأثر الفعال في نجاح العلاقات مع الآخرين ...بعكس الكلام الغير حسن

الكلام الجارح ، ، الكلام القاسي

لايُغير من الأمر شيء ...وإنما يزيده تشنج وتوتر

وعداوة وخلاف وفرقة وخصومة ...

الشيطان يترصد خطواتنا ويقف على مانتفوه به من كلمات تُثير الفتنة وتشعل نار الخصومة ،،

نعوذ بالله من نزغ الشيطان ووسوسته ،،

--------- لفتة اجتماعية ---------

يكتسب الإنسان ومنذ الصغر المفاهيم والقيم من المحيط الذي ينشأ ويتربى فيه ، ويسير على تلك القيم بقية حياته مالم يقرر التفكير والتغيير .

وفي مجتمعاتنا (وبصورة عامة) استهتار بالكلمة ، وعدم تحمل لمسؤوليتها ، لذا ينشأ ناشيء الفتيان فينا على هذا التهاون وعلى هذا الاستهتار. فلا ترى في العموم الأغلب من يدرك مدى خطورة الكلمة ومدى تأثيرها على مجريات الحياة.

ولقد تفننت المجتمعات التي لا تدرك مسؤولية الكلمة بتغليف السوء وإعطاءة صبغة حسنة، وروّجت دون أن تعلم للإساءة بعناوين خاطئة مثل - " أضحك معك "

- " هذه هي الصراحة "

- " أعطه الكلمة في وجهه "

- " لم أستح منه "

وغيرها من الكلمات والعبارات التي تعطي مفاهيم القوة والغلبة أمام الآخرين ، وتحول الحوار و الأخذ والعطاء في القول إلى حلبة مصارعة إن لم نخرج منها منتصرين فنحن مهزومون.

ولقد شاعت نتيجة لذلك قيم الغلبة، وراج الكثير من القول الذي أقله غير النافع إن لم نقل أن أكثره مضر، وأصبح وعاء القلب ضيقاً لا يتسع لكبت السوء ، فإن كبت أحدنا سوءاً اليوم ووجد له منفساً في اليوم التالي لم يتأخر في الإفصاح عن مكنوناته.

لذا أدعو نفسي وأدعو أخواني المؤمنين الساعين لتهذيب نفوسهم وإشاعة قيم القرآن والخير ، أن نجتهد في طلب الصبر من عند الله على ترويض ألسنتنا، لكي نحافظ على الأصول في التعاملات. وأن نوقف تمدد إسقاط الميانة "رفع الكلفة" على حساب القيم والأصول التي يجب أن لا تتزحزح وأن لا تقل لأي اعتبار كان .

أرى ان ما تفضلتم به جميعاً كله خير ولا أضيف عليه شيء

ولكن في محاوله لي للمشاركة هذه تأملاتي :

توجيه رباني للعبد أن يلتزم جانب الايجابية على الدوام (قول التي هي أحسن) وفي كل المواقف

ذلك أن الشيطان يدخل بين الاطراف فيحدث النزغ بينهم

وأفهم من النزغ هو ما يحدث عدم صفاء القلوب نحو بعضها

فعندما يدخل الشيطان محدثاً النزغ بين الاطراف فيذهب بذلك صفاء القلوب يجعل المرء يسيء القول فيزيد الامر سوءاً

فتكليفنا في هذه الحالات

١- التزام الاحسان في القول في هذه المواقف مهما بلغت من عدم الصفاء من الطرف الآخر

٢- ثباته على هذا الموقف مهما طالت المدة

٣- يعين العبد على ذلك تصفية قلبه تجاه الطرف الآخر .

والله الهادي الى سواء السبيل

قول الأحسن يحتاج إلى حكمة ودقة .

أما الحكمة فتكون بتحقيق غرض الآية ، وهو أن لا نجعل للشيطان سبيل في استغلال الكلمات كتأشيرة عبور إلى صدور الآخرين فيشحنها بالنزغ ويفسد ويحطم بوساسه كل جميل في العلاقات بين الناس.

وأما الدقة فتكون في اختيار اللفظ الأنسب ، فكثير من المشاكل بين الناس تخلق بسبب اللفظ السيء أو غير المناسب. ولاشك أن اللفظ الأنسب يحمل في طياته التفاؤل وحسن الظن وتوقع الأفضل في الأحداث والآخرين، وإعطاء كل مناسبة ما يلائمها من الكلمات. والعكس صحيح .

وملاك ذلك كله التفكر والتريث وعدم التعجل، فالشيطان يستغل المتعجلين لينفث وساسه في صدورهم .

رَبُّكُمْ أَعْلَمُ بِكُمْ إِنْ يَشَأْ يَرْحَمْكُمْ أَوْ إِنْ يَشَأْ يُعَذِّبْكُمْ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ وَكِيلاً (54)

وَرَبُّكَ أَعْلَمُ بِمَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلَى بَعْضٍ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُوراً (55)