مدونة حلمي العلق

سورة النساء آية 34

 | ayat | alnnisa

الآية تعطي ضرب المرأة الناشز خيار من خيارات الرجل.

وهذا التوجه يصرف النظر عن موضوع الآية المهم، وهو النشوز . وهذا الموضوع يجعل العلاقة الزوجية أمام مفرق طرق إما المواصلة أو الفراق، هذا، والله عز وجل يضع آخر الحلول كون الطلاق أمر مكروه، هذا أولًا

ثانيا : الله عز وجل في آخر الآية يبيّن ( فإن أطعنكم فلا تبغوا عليهن سبيلا ) إذا هذه الأمور المذكورة يجب أن تتوقف حال تحققت الطاعة ، ونهاية الآية تقول ( إن الله كان عليًا كبيرا) فهي تحذر الرجل وتقول له أنك في الواقع أعلى من المرأة، والله أعطاك هذه المكانة فتذكر أن فوقك أحد هو أعلى منك فلا تعتدي على المرأة.

ثالثًا: نشوز المرأة يعني كراهية المرأة للرجل بدون مبرر ، وبلا سبب منطقي سوى الكراهية والاستصغار. وواضح أن علاقة كهذه مآلها الانفصال، فالنشوز هو أول مراحل الطلاق، ولكن الله عز وجل يقول جرب هذه الحلول قبل أن تطلق، وهو أعلم بالمرأة ونفسها. فغرض الآية إذًا هو تجربة حل أخير قبل الطلاق.

رابعًأ: الحلول المطروحة في الآية هي ردود أفعال ستبدر من الرجل بشكل طبيعي تجاه المرأة الناشز، ولن يفعلها بتكلف، فالهجر ردة فعل طبيعية من رجل يرى امرأة ناشز لا ترغب فيه، وقد ينتج الضرب كردة فعل لأن النشوز يستفز الرجل، والآية تقول أن ردود الأفعال هذه قد تكون سببًا في الصلاح.

خامسًا: مثال القطوة المذكور مثال صحيح، ولكنه لا يقع في الموضوع، ويمكن أن نستبدله بمثال الخيل المتمردة، والخيل تعرف خيالها، والخيال يضرب خيله ليس رغبة في إيذائها ولكن رغبة في إصلاحها ولكي تستمر علاقته بها.

سادسًا: هذا الموضوع لا يدخل في العلاقة الزوجية المتستقرة والتي استمرت لسنوات بالمودة والتفاهم، لا يأتي القرآن هنا لكي يقول للرجل، هيا أظهر رجولتك على هذه المرأة الآن وبين لها أنك الأعلى. الآية لا تتحدث في هذه المنطقة، بل إن هناك آيات كثيرة تحث الرجل على التعامل مع المرأة بتقوى عالية، وواضح من هذه الآية أنها تتحدث عن علاقة لم تستقر بعد، وهي مهددة بالانفصال بسبب عدم احترام الزوجة لزوجها وعدم توفير متطلبات الحياة الزوجية.

سابعًا: دائمًا ما نقع في إشكالات وسوء فهم مع القرآن حين نحاول أن نفهمه بصورة مجتزأة، وننظر له بنظرة أحادية، من خلال آية ، أو من خلال كلمة، دون النظر إلى الموضوع، أو دون النظر حتى إلى كامل القرآن كيف يتناول ذلك الموضوع. وبخصوص موضوع المرأة، لو نظرنا للسورة التي ذكرت فيها آية النشوز بتمعن لفهمنا أنها وصية الله للرجل لرعاية المرأة ومنذ بداية السورة.