مدونة حلمي العلق

سورة النساء من آية 71 إلى آية 76

 | ayat | alnnisa

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ فَانفِرُوا ثُبَاتٍ أَوْ انفِرُوا جَمِيعاً (71))

هذه دعوة ربانية للمؤمنين للنفير العام، وتبدأ الدعوة بالقول خذوا حذركم، أي احذروا ، وأخذ الحذر سيكون من قبل الأعداء الذين يغدرون بالمؤمنين.

(فانفروا ثبات أو انفروا جميعاً ) النفير بثبات هي اختصار لكلمة الفرادى، لأن المقابل لذلك الثبات هو خروج الجميع.

(وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَعَهُمْ شَهِيداً (72))

هذه الآية تبيّن أنه من المؤمنين من يتباطئ في خروجه إلى الهجرة إلى الله ورسوله،

وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ اللَّهِ لَيَقُولَنَّ كَأَنْ لَمْ تَكُنْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ مَوَدَّةٌ يَا لَيْتَنِي كُنتُ مَعَهُمْ فَأَفُوزَ فَوْزاً عَظِيماً (73))

(فَلْيُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يَشْرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ وَمَنْ يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْراً عَظِيماً (74))

الآية الشريفة تبين أن الذين سيقاتلون في سبيل الله هم الذين يؤمنون يبيعون الحياة الدنيا مبتغين بذلك الآخرة، وتقول الآية "فليقاتل" وكأن الآية تقول " ليكن ذلك " أي أن الذي يقاتل في سبيل الله هم هؤلاء الذين يبيعون الحياة الدنيا.
وتختم الآية بأن المقاتل في سبيل الله إما أن يُقتل أو يغلب، وهي تعبر عن درجة إيمان هذا المؤمن أنه لا يرى أمامه إلا الموت في سبيل الله أو الغلبة على العدو.

(وَمَا لَكُمْ لا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً وَاجْعَل لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيراً (75))

الآية تسأل سؤال استنكاري لمن يتخاذل من المؤمنين في النفير في سبيل الله الذي حثت عليه الآيات السابقة، وتتساءل: لماذا لا تقاتلون في سبيل الله وأنتم تعلمون أن هناك فئة من المؤمنين تعيش في حالة من الاستضعاف وهم المستضعفين من الرجال، والنساء والولدان، ولا يستطيعون أن يخرجوا من القرية التي تعيش الظلم، وتطلب من الله أن يخرجها منها حتى لا تكون مشتركة معهم في الظلم في اعتداءاتهم ضد الرسول والرسالة.
هؤلاء المستضعفون يقولون ربنا أخرجنا من هذه القرية الظالم أهلها، ظلموا في اعتداءاتهم على الرسول والمؤمنين، ويكملون في دعائهم أنهم يقولون : اجعل لنا من لدنك وليًا واجعل لنا من لدنك نصيرًا، ومعنى هذا الدعاء أن يارب اجعل لنا من المؤمنين من يخلصنا من هذا الاستضعاف ويخرجنا من هذه القرية.

(الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفاً (76))