مدونة حلمي العلق

سورة النساء من آية 77 إلى آية 79

 | ayat | alnnisa

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيلَ لَهُمْ كُفُّوا أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمْ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً وَقَالُوا رَبَّنَا لِمَ كَتَبْتَ عَلَيْنَا الْقِتَالَ لَوْلا أَخَّرْتَنَا إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ قُلْ مَتَاعُ الدُّنْيَا قَلِيلٌ وَالآخِرَةُ خَيْرٌ لِمَنْ اتَّقَى وَلا تُظْلَمُونَ فَتِيلاً (77))

هؤلاء فريق من المنافقين الذين هم منتسبون إلى رسالة النبي محمد (ص) هم مؤمنون ولكنهم يعتدون على المؤمنين، وكيف نفهم ذلك، نفهم من نفس الآية التي تقول " فلما كتب عليهم القتال "، هؤلاء جماعة من المؤمنين المنافقين يقاتلون على أهوائهم وليس على أمر الله، والهوى خلاف أمر الله حتى في القتال، وقد طلب منهم أن يقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وأن يوقفوا اعتداءاتهم ضد المؤمنين، وما هو سر هذه الاعتداءات؟ وهم مع المؤمنين، هو النفاق الذي يتذبذب بهم بين الإيمان والكفر.

عندما كتب عليهم القتال من قبل الله سبحانه وتعالى على العدو، إذا فريق من هؤلاء المنافقين يتولى عن ذلك الأمر خشية من الناس بدلًا من الخشية من الله ثم قالوا لماذا يارب كتب علينا هذا القتال؟ هذا ليس وقت القتال! نحتاج إلى وقت قليل حتى نتقدم في الإيمان وتكون عزيمتنا أقوى مما نحن عليه الآن. والحقيقة هم يريدون متاع الدنيا الذي هو قليل بالنسبة للآخرة.

(أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُّمْ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِكَ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فَمَالِ هَؤُلاءِ الْقَوْمِ لا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثاً (78))

الآية تتم الحديث الذي بدأت في الآية السابقة حول المنافقين الذين يعتدون على المؤمنين، عندما كتب عليهم القتال ورفضوه وابتعدوا عن المواجهة خوفًا على الحياة، فالآية تبين أن فراركم من المواجة لا يعني تمكنكم من الفرار من الموت، لأن الموت يدرك كل إنسان ولو كان في مكان محمي كالبرج المشيد الذي لا يتمكن الأعداء من دخوله، فلن يعفيه ذلك من أن يغتاله الموت، فاقطعوا عن قلوبكم هذا التفكير.

ثم تتحدث الآية عن اعتقادهم في السيئات التي تحيط بهم، هم ينسبون الحسنة أنها من عند الله، أما إذا أصابتهم سيئة في موضوع المؤمنين فهم يقولون هذا بسبب الرسول، وبسبب سوء إدارته وسوء تخطيطه، والله سبحانه وتعالى يقول كل ذلك الذي حصل هو من عند الله وليس بسبب أحد.

(مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنْ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ وَأَرْسَلْنَاكَ لِلنَّاسِ رَسُولاً وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً (79))

الآية تتحدث على الشكل الفردي، أن السيئات التي يقع فيها من كسب يده، وأن الله يعطي الخيرات ويعطي الحسنة، ثم تعقب الآية الشريفة بقوله تعالى ( وأرسلناك للناس رسولًا وكفى بالله شهيدًا)، الله سبحانه وتعالى يقول يكفي شهادة الله على رسالتك، وأي سيئة يقع فهو بإذن الله بسبب السوء الذي يصدر من كل فرد.