سورة النساء من آية 8 إلى آية 10
| ayat | alnnisa(وَإِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُوْلُوا الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَقُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً (8))
حضور الشيء لا يعني مجيئه، فلدينا فرق بين حضور الموت أو مجيء الموت، حضور الموت ملابسات الموت كاقتراب علامات الموت، ولكن مجيء الموت هو بروز علامات الموت ، " حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب ارجعون" و قوله تعالى " إذا حضر أحدكم الموت حين الوصية" وهذا يعني أن من حضره الموت يستطيع أن يوصي ويستطيع أن يقوم بترتيبات الموت.
وكذلك حضور القسمة، قد يعني تواجد هذا الشخص في المكان الذي تتم فيه القسمة، ولا يعني أنه جاء للموقع، وهذا يعني أن أصحاب التركة أنفسهم هم الذين يدعون "أولو القربى واليتامى والمساكين فارزقوهم منه" ارزقه من هذه التركة التي توزع وتقسم الآن "وقولوا قولاً معروفا" وهو الكلام الطيب الذي يقال لمن يستلم من هذه التركة بدون منة ولا إشعار بالضعف والذلة.
(وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُوا مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُوا عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللَّهَ وَلْيَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (9))
الأحكام تبنى على الخشية، والخشية تبنى على الغيب بوجود الله وتتبع الله لأي فعل يفعله ، وأنه لا يهمل من ظلم في الدنيا أو الآخرة.
الآية تتحدث عن ما يجب أن يشعره القائم على موضوع التقسيم أو من يمكن أن تكون له كلمة في هذا الأمر، عليه أن يشعر بالخشية من الله، وخصوصاً في مستقبل ذريته، " وليخش الذين لو تركوا من خلفهم ذرية ضعافاً خافوا عليهم" لتكن الخشية حاضرة في هذا الموقف، فكل كلمة تصدر منك سيكون لها أثر في الحال، وسيكون لها أثر في المستقبل في الذرية التي تعقبك حيث سيتولاها من يحفظ أو يضيع حقها بناءً على ما يسدده القائمون من قول في هذا الموقف، والذرية الضعاف هم الذين لا يستطيعون أن يدافعوا عن أنفسهم، وهذا الذي يوزع هذه التركة إنما يخاف مثله كمثل أي إنسان، يخاف على ذريته من بعده، والله سبحانه وتعالى يخوفه في ولده، أن ما تفعله الآن سيعود عليك في أولادك، فاحكم كما لو كنت تحكم في أولادك.
"فليتقوا الله وليقولوا قولاً سديداً" ومطلوب هنا التقوى في القول، فماذا يجب أن يقول هذا المسؤول عن القسمة؟ في القسمة فيها ما فيها من القول، وهذا القول من الممكن أن يقلص من حق الأيتام في الكم والكيف، في الكم فيما يجب أن يحصل عليه اليتيم من نصيب، والكيف في النوعية التي يمكن أن تقسم له، فقد يقسم له الشيء الرديء، وقد يشمل القول على ما يبعد عن المحتاجين ممن تذكرهم الآية السابقة حين حضور القسمة من " أولوا القربى واليتامى والمساكين" في تقليص حقهم أو إبعادهم.
(إِنَّ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوَالَ الْيَتَامَى ظُلْماً إِنَّمَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ نَاراً وَسَيَصْلَوْنَ سَعِيراً (10))
هذه الآية تؤكد ما سيناله هذا الذي لا يقول قولاً سديداً