مدونة حلمي العلق

سورة النساء من آية 80 إلى آية 83

 | ayat | alnnisa

(مَنْ يُطِعْ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظاً (80))

الآية تعقب على ما يظنه بعض أتباع الرسول من المؤمنين بأن النبي يخطئ في تصرفاته وأن السوء الذي يحصل لهم هو بسبب قراراته الخاطئة، في هذا السياق تقول الآية من يطع الرسول الذي تشككون في صوابية قراراته وأنه غير قادر على الإدارة الجيدة، فإن طاعته هي من طاعة الله سبحانه وتعالى.

ومن تولى أي لم يعط للرسول الطاعة المفروضة فلا تذهب نفسك عليهم حسرات، فلا تسع إلى الحفاظ عليه وعلى إيمانه دعه وما يقرر.

(وَيَقُولُونَ طَاعَةٌ فَإِذَا بَرَزُوا مِنْ عِنْدِكَ بَيَّتَ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ غَيْرَ الَّذِي تَقُولُ وَاللَّهُ يَكْتُبُ مَا يُبَيِّتُونَ فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلاً (81))

يعبرون عن طاعتهم أمام الرسول ولكنهم حين يبرزون من عنده، أي يبتعدون عنه ولكنهم يضمرون في أنفسهم شيء خلاف ما تم الاتفاق عليه في المجلس النبوي، تبييت النية يعني أنهم خالجهم في أنفسهم أن لا يطبقوا ما تم الاتفاق عليه، والله سبحانه وتعالى يقول أنه يكتب ما يبيتون، هذا الذي يضمرونه في أنفسهم مكتوب عند الله وسيظهر لهم يوم القيامة.
ثم تأمر الآية الشريفة الرسول أن يعرض عن هؤلاء الذين يتصفون بهذه الصفة، وتوكل على الله وكفى بالله وكيلًا على أن هذه الفئة لن يضرك ابتعادهم عنك أو عدم استجابتهم للأمر.

(أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً (82))

هذه الآية الشريفة تخاطب المنافقين الذين لا يتدبرون القرآن، ونتيجة لعدم تدبرهم في القرآن لم يأخذوا الأمر الذي هم فيه بالقوة التي يجب أن يكونوا عليها، والآية تعرض المشكلة وتعرض الحل المشكلة هي النفاق، والحل هو تدبر القرآن حتى يعلموا أن حركة الرسول حق، ولكنهم انشغلوا بالواقع وانشغلوا بالرسول وبما فيه من بشرية ومن أخطاء (حسب تصورهم) في اتخاذ القرارات التي تفضي بالسوء.
معنى الآية يأتي في سياق أنه افلا يتفكرون في القرآن حتى يعلموا أنه من عند الله، والآن ضع هذا المعنى من خلال الكلمات الموجودة في الآية حتى نفهم ماذا تعني كل كلمة. وهذا التأمل يرفع الشك في أن هذا النبي حق من عند الله.
وهذا يعني أن هؤلاء القوم لم يدخلوا إلى الإيمان من خلال التفكر في نفس الدعوة التي جاء بها النبي وإنما دخلوا إليها من خلال المجتمع أو من خلال الشهرة التي تحصل عليها هذا النبي من خلال إيمان المجتمع به، والآية تقول لو أنهم دخلوا إلى ألإيمان من هذا المدخل لثبت إيمانهم ولتعاملوا مع الرسول بشكل مختلف.

(وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوْ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمْ الشَّيْطَانَ إِلاَّ قَلِيلاً (83))

الآية لازالت تخاطب المنافقين الذين يبيتون غير الذي يقول الرسول أثناء الاجتماعات، هنا يتحدث عن تصرفاتهم أثناء استقبال الأخبار ، وهذا الخبر أسمته الآية (أمر) هذا الأمر قد يحدث الزلزلة في المجتمع بالتعجل في نشر الأخبار دون إرجاعها إلى المسؤولين عن هذه الأخبار الذين أسمتهم الآية بأولي الأمر، والآية تقول لو أنهم ردوا هذه الأخبار إلى أولي الأمر لعلمه الذين يستنبطونه منهم، أي من أولي الأمر من يستطيع أن يستنبطه ويعلم فحواه.