مدونة حلمي العلق

سورة التوبة من آية 100 إلى آية 105

 | ayat | attawbah

(وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (100))

السابق هو الذي سبق غيره، وفي موضوع الأيمان هناك من سبق وهو من الأوائل في إيمانه بالرسالة، المهاجرين هم الذين آمنوا في البداية مع الرسول في مكة ثم هاجروا معه من مكة إلى المدينة والمنورة، أما الأنصار فهم الذين ناصروا الرسول من المدينة المنورة، فآووه وأيدوه ونصروه بعد الهجرة،

(وَمِمَّنْ حَوْلَكُمْ مِنْ الأَعْرَابِ مُنَافِقُونَ وَمِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ مَرَدُوا عَلَى النِّفَاقِ لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ ثُمَّ يُرَدُّونَ إِلَى عَذَابٍ عَظِيمٍ (101))

الآية الشريفة تشير إلى وجود أعراب منافقون خارج المدينة، هؤلاء الأعراب ليسوا

(وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (102))

الآية الشريفة تتحدث عن فئة من فئات المؤمنين الذين نافقوا، الله سبحانه وتعالى في هذه السورة تحدث عن فئات نافقت وهددها الله بالعذاب في الدنيا وفي الآخرة، وهذه الآية الشريفة تحدد فئة من فئات المؤمنين الذين خلطوا في أعمالهم الصالح والسيء.
الآية توضح أن هذه الفئة اعترفت بذنوبها، والاعتراف بالذنب له أهمية في الدخول في التوبة، بعد الاعتراف يقول الله عسى الله أن يتوب عليهم، عسى أن يكون هذا الاعتراف شافع لهم في أن يجعلهم الله من التائبين، أن يتوب الله عليهم يعني أن يأذن الله أن يتوبوا وأن ينقطعوا عن تلك الذنوب.
عندما يعترف الإنسان بذنبه فهو يغالب الكبر في نفسه، والكبر هي مشكلة الإنسان مع ربه، هذا الكبر الذي يجعله لا ينزل إلى مرتبة المذنبين، بل يعتبر نفسه على الصواب دائمًا، وهذه صفة يمقتها الله سبحانه وتعالى، وتبعد الإنسان عن التوبة، الله يريد أن يتوب عليهم ولكن يريد من المؤمن أن يبذل جهده في إنزال نفسه عن هذا الكبر حتى يتوب عليه.
الآية تشير إلى أن هناك خلط بين العمل الصالح والعمل السيء، لعل العمل الصالح هو الذي ساعد في قبولهم في المؤمنين، ولعل العمل السيء هو الذي أوقعهم في هذه المشكلة وعدم الخروج مع النبي في هذه المعركة.

(خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (103))

الآية تأمر النبي محمد (ص) أن يأخذ من هذه الفئة التي خلطت العمل الصالح بالعمل السيء أن يأخذ منهم صدقات، ولأن الصدقة تطهرهم من أدناس الأفعال السيئة، وتزكيهم أي ترفعهم إلى مرتبة الإيمان، وتأمر الرسول أن يتواصل معهم ويدعوا لهم أمامهم، لأن في هذا الدعاء يدخل السكينة في قلوبهم.
الصلاة هي

(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ (104))

(وَقُلْ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (105))