مدونة حلمي العلق

سورة التوبة من آية 56 إلى آية 66

 | ayat | attawbah

(وَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْكُمْ وَمَا هُمْ مِنْكُمْ وَلَكِنَّهُمْ قَوْمٌ يَفْرَقُونَ (56))

(لَوْ يَجِدُونَ مَلْجَأً أَوْ مَغَارَاتٍ أَوْ مُدَّخَلاً لَوَلَّوْا إِلَيْهِ وَهُمْ يَجْمَحُونَ (57))

(وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ فِي الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَإِنْ لَمْ يُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ يَسْخَطُونَ (58))

(وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ (59))

(إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ (60))

حسب السياق هذه الآية تتحدث عن طرق صرف الصدقات، بعد أن بين أن هناك فئة من المنافقين تتذمر في موضوع توزيع الصدقات من قبل النبي محمد (ص).

الصدقة: هي ما يدفعه المؤمن من أموال تصديقًا لإيمانه بالله وبالرسالة.

الفقير : هو الذي يحتاج إلى مقومات الحياة.

المسكين: الذي يحتاج إلى قوت يومه، حتى وإن كان كان لدين مصدر رزق ولكنه لايتمكن من إحراز قوت يومه كالمساكين الذين ذكرتهم سورة الكهف (أَمَّا السَّفِينَةُ فَكَانَتْ لِمَسَاكِينَ يَعْمَلُونَ فِي الْبَحْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهَا وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْباً (79))

المؤلفة قلوبهم: هم الذين يمكن تأليف قلوبهم من خلال المال.

وفي الرقاب : رقبته مملوكة لأحد ما بسبب ما.

والغارمين : هو الذي يغرم مبلغ إلى جهة ولا يملك ذلك المبلغ.

وفي سبيل الله : أي شيء يريده الله على الأرض، وهي غايات الله على الأرض.

ابن السبيل : من ليس له سكن ويفترش الطريق.

فريضة من الله: الله سبحانه وتعالى فرض ذلك.

(وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ رَسُولَ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (61))

الآية تتحدث عن فئة من المنافقين من الذين تخلفوا عن الرسول في الحرب المذكورة في سورة التوبة، والآية تبين أن هناك من كان يتذمر من سلوك النبي في أنه يستمع إلى أي فرد من أفراد المؤمنين، وذلك بقولهم أن النبي " أذن " والأذن هي أداة السمع، ولتكملة معرفة ما تعنيه الكلمة نفهم أنهم يتذمرون من من كونه " يؤمن للمؤمنين " أي أنه يستمع لأي مؤمن و يصدق ما يقوله أي وما يشتكي منه في حاجاتهم. والنبي بهذا يستمع للجميع ويتواصل مع الجميع من المؤمنين، ولقد أحدث ذلك تذمر من المنافقين كونهم لا يرغبون في هذا التواصل المباشر مابين قائد المسيرة الإيمانية وما بين كل أفراد المجتمع الإيماني، والنبي بهذا ليس له بطانة تتحكم في القرار وتتمكن من الاستبداد باسم الرسول.
" قل هو أذن خير لكم " فعل الرسول بهذه الاستماع إنما هو خير للجميع، فهو قريب من المؤمنين بكل أطيافهم، وهذا الاستماع يجعله على دراية بكل حاجيات ودقائق أمور المؤمنين وعليه يمكنه أن يتخذ القرار الصحيح، وهذا خير للجميع.
" ويؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين " هنا الآية تعبر عن أن تصديق الرسول بالمؤمنين بما تقوله الآية "يؤمن

(يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ لِيُرْضُوكُمْ وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ إِنْ كَانُوا مُؤْمِنِينَ (62))

كثرة الحلف دليل على أن الشخص يحاول اكتساب التصديق ممن حوله، والمنافقون بهذا يحاولون أن يكتسبوا السمعة الحسنة في أوساط المؤمنين، وفي هذا المجتمع المؤمن.

(أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّهُ مَنْ يُحَادِدْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَأَنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِداً فِيهَا ذَلِكَ الْخِزْيُ الْعَظِيمُ (63)

المحادة هي المجانبة، والمجانبة تعني الوقوف بالضد أمام الطرف المقابل، وهؤلاء المنافقون يقفون بالضد أمام الله ورسوله، والله يبشرهم أن لهم نار جهنم خالدين فيها بسبب هذا الوقوف بالضد.

(يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ (64))

ي

(وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65))

(لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ (66))