الآيات الأربع
| أحكام الطعام# مقدمة
ما هي الآيات الأربع في تحريم الطعام؟ وما أهميتها ؟ وما ترتيبها ؟ نتحدث عن حكم الطعام في القرآن الكريم ، مقتصرين في الحديث عنه في آيات التحريم الأربع كمقدمة لفهم موضوع الطعام ، الآيات الأربع وهي :
1- سورة البقرة آية 173
2 – سورة المائدة آية 3 ،
3-سورة الأنعام آية 145 ،
4 – سورة النحل آية 115
و للاقتراب من كل آية ، سنقرأ ما قبلها وما بعدها ، لنضع الآية في موضوعها التي ذكرت فيه
# الآيات الأربع في تحريم الطعام
# الأولى : آية (173) من سورة البقرة
﴿ إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللَّهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ البقرة (173)
الآية جاءت في خضم آيات تحدثت عن الطعام من آية 186 وحتى الآية 176
تحدثت الآيات في مجملها على أن ما في الأرض حلالاً طيباً، وأن أكثر المحرمات واردة من مصادر غير الكتاب السماوي الذي أنزله الله سبحانه وتعالى، وتؤكد الآيات مرة أخرى أن الأكل مما رزقنا الله هو شكر وعبادة لله ، ومعنى ذلك أن عدم تحريم ما أحل الله هو الشكر الحقيقي لله رب العالمين ، وبعد ذلك جاءت الآية إنما حرم عليكم .. لتؤكد أن الحرمة محصورة في هذه المحرمات فقط ، وليس أكثر من ذلك ، وتؤكد بعد ذلك أن هناك من أهل الكتاب من يكتم هذه الحقيقة. تأكيداً على أن الله سبحانه وتعالى لم يحرم هذه النعم التي أنعم الله بها على البشر ، وإنما هناك اعتداء من قبل الذين اشتروا الضلالة بالهدى.
# الثانية: آية (3) من سورة المائدة
﴿ حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالأَزْلامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً فَمَنْ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ المائدة(3)
أما بالنسبة لآية 3 من سورة المائدة ، فقد بدأت سورة المائدة في آية رقم واحد تقول : أحلت لكم بهيمة الأنعام إلا ما يتلى عليكم، وهذا التأكيد من كون أن الأنعام حلال إشارة على أن هناك من تدخل في هذه الأنعام ليحرم فيها ما لم ينزله الله سبحانه وتعالى ، وتؤكد أنه إلا ما يتلى عليكم . وجاءت الآية 3 مفصلة تفصيلاً لم يرد في آية أخرى للمحرمات في الطعام ، والتي سيأتي الحديث عنها لا حقاً ، مؤكدة في الآية التالية أن الله سبحانه وتعالى أحل الطيبات في سؤال للنبي : ما الذي أحل لنا ؟ والآية 5 تقول : اليوم أحل لكم الطيبات ، في كون أن الآيات التي نزلت تؤكد أن ما أحله الله هو طيبات ، بعد نزولها.
# الآية الثالثة: آية (145) من سورة الأنعام
﴿ قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ الأنعام (145)
من آية 141 تقول ( كلوا من ثمره إذا أثمر ) وهي تتحدث عن الحرث ، وكأن هناك من يتأثر بالأحكام الشائعة في قبال أحكام القرآن الكريم الصريحة والواضحة والبينة ، وتؤكد الآيات أن الله سبحانه وتعالى أنشأ جنات رداً على تدخل لشركاء في (الحرث ) ، ومن ثم الآية التي تليها تقول ( ومن الأنعام ) ، بمعنى أن الله سبحانه وتعالى أنشأ الجنات وأنشأ الأنعام للناس ، فكيف يأتي من يحرمها بأي عنوان كان؟ بعدها تأت الآية 143 لتتساءل : ( نبؤوني بعلم إن كنتم صادقين ) فيما تقولون من محرمات ، ( أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا فمن أظلم ممن افترى على الله الكذب ليضل الناس بغير علم ) ، ومن بعد ذلك تأت الآية لتقول : « لا أجد»
( قل لا أجد في ما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة ... )، وتأت الآية لتشير إلى ما حرمه الذين هادوا من بعض المسميات ، وبعض أجزاء الأنعام ، و الذي رد عليهم بقوله ( هلم شهداءكم الذين يشهدون أن الله حرم هذا ) وهكذا يرد على كل فئة بأن يرجعها إلى الكتاب السماوي الذي يثبت ما ذهبوا إليه في التحريمات المذكورة .
# الآية الرابعة: آية (115) من سورة النحل
﴿إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ فَمَنْ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ النحل(115)
أيضاً الآيات من بداية آية 114 تأمر المؤمن بالآيات بأن يأكل مما رزقه الله حلالا طيباً ففي هذا الاعتراف عبادة حقيقية لله لأن في ذلك امتثال لأوامر الله سبحانه وتعالى . وتحصر الآية 115 آية ( إنما حرم عليكم ) تحصر هذه الآية المحرمات في نفس المذكور في الآيات السابقة، رافضة أن ما يوصف بالألسنة أن هذا حلال وهذا حرام كذباً على الله وتعيد الالتزام بالكتاب السماوي وعدم الافتراء ، متممة الحديث كما تتمته في سورة الأنعام بالحديث عن ملة إبراهيم وضرورة الالتزام بتعاليمها كما أوحى الله سبحانه وتعالى لنبيه محمد بضرورة اتباع الملة .
# مقارنة بين الآيات الأربع
نقف هنا لنقارن بين هذه الآيات الأربع، حتى نقف على حقيقة الحديث التي تتحدث عنه الآية بالتحديد لا سواه وهنا مقارنة بصرية في لفظ الآية ، وفي ما ورد قبلها ، وما بعدها من آيات، نلاحظ أن بداية الآيات تشير إلى الحلية، والأمر بالأكل لا يعني أمراً ملزماً بأكل شيء محدد ولكن يقصد به عدم التحريم للطيبات التي أنزلها الله سبحانه وتعالى ، وتختتم الآيات بالحديث عن ملة إبراهيم أو الكتاب أو الحلية.