مدونة حلمي العلق

أهمية الأنعام

 | أحكام الطعام

مقدمة

نواصل الحديث عن حكم الطعام في القرآن الكريم ، نتناول أهمية موضوع الأنعام حسب القرآن الكريم من خلال أربع محاور

أولاً : حقيقة الأنعام في القرآن

ثانيا ً : بعض النعم التي أودعها الله في الأنعام

ثالثاً : الشيطان والأنعام .

رابعاً : بعض الملاحظات .

أهمية الأنعام

حقيقة الأنعام

الآية الأولى:

نتحدث عن حقيقة الأنعام من خلال الآية 6 من سورة الزمر والتي تقول :

﴿ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَأَنْزَلَ لَكُمْ مِنْ الأَنْعَامِ ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمَاتٍ ثَلاثٍ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَأَنَّى تُصْرَفُونَ ﴾ الزمر (6)

حيث ذكرت الآية بأن الله سبحانه وتعالى أنزل للإنسان ثمانية أزواج من الأنعام، أثناء الحديث عن خلقة الإنسان وتكوينه.

الآية الثانية:

تأمل في قوله تعالى :

﴿ فَاطِرُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً وَمِنْ الأَنْعَامِ أَزْوَاجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ ﴾ الشورى (11)

والتي ذكرت بأن الأنعام هي جعل من الله سبحانه وتعالى بعد أن ذكرت جعل الله للإنسان أزواج ، وبعد ذلك ذكرت الآية (يذرؤكم فيه ) .

الآية الثالثة:

﴿ وَالأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ ۝ وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ ۝ وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلاَّ بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ ۝ وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ ﴾ النحل (5)-(8)

هنا نستعرض بعض النعم التي ذكرها القرآن الكريم بخصوص الأنعام و التي يمن الله سبحانه وتعالى بها على الإنسان والموجودة في هذه الأنعام وهي :

1- الدفء

2- أكل اللحوم.

3- الجمال.

4- حمل الأثقال.

5- اللبن.

6- البيوت الخفيفة.

7- الأثاث.

8- منافع عدة.

وعد الشيطان

وبالنسبة لوعد الشيطان بخصوص الأنعام ، نجد في قوله تعالى :

﴿ لَعَنَهُ اللَّهُ وَقَالَ لأَتَّخِذَنَّ مِنْ عِبَادِكَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ۝ وَلأضِلَّنَّهُمْ وَلأمَنِّيَنَّهُمْ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذَانَ الأَنْعَامِ وَلآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَمَنْ يَتَّخِذْ الشَّيْطَانَ وَلِيّاً مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْرَاناً مُبِيناً ﴾ الأنعام (118)-(119)

الشيطان يعد بأنه سيأمر الإنسان أن يبتك آذان الأنعام ، وكأن لهذا الأمر علافة بفساد الدين وفساد علاقة الإنسان بالله سبحانه وتعالى. ولن ندخل في المعنى اللفظي للكلمة، فقط نكتفي بأن هناك أمر ما، يفعله الإنسان بأمر من الشيطان فيما يتعلق بالأنعام ، وهذا الأمر يكون في آذان الأنعام وهذا الأمر لا يرضي الله سبحانه وتعالى . وأن في فعل هذ الأمر ولاية للشيطان .

بعض الأوامر حول الأنعام

هنا نريد أن نذكر بعض الأوامر من آيات القرآن بخصوص الأنعام ، ونبدأ بآية 2 من سورة المائدة التي تقول

﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُحِلُّوا شَعَائِرَ اللَّهِ وَلا الشَّهْرَ الْحَرَامَ وَلا الْهَدْيَ وَلا الْقَلائِدَ وَلا آمِّينَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِنْ رَبِّهِمْ وَرِضْوَاناً وَإِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ أَنْ صَدُّوكُمْ عَنْ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ أَنْ تَعْتَدُوا وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾ المائدة (2)

حرم الله سبحانه تحليل شعائر الله والشهر الحرام ، والهدي والقلائد ، والتي تعني أن ما خصص للهدي فلا يجوز إحلاله بمعنى ذبحه لغرض آخر ، وكذلك ما قلد والقلائد هي الأنعام التي وضعت عليها قلادة كعلامة في كونها خصصت لله سبحانه وتعالى.

كما نذكر هنا 3 آيات في سورة الحج تتعلق بالأنعام وهي آية 28 والتي تقول

﴿ لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ ﴾ الحج(28)

كما تؤكد آية 30 حلية الأنعام بقولها

﴿ ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَأُحِلَّتْ لَكُمْ الأَنْعَامُ إِلاَّ مَا يُتْلَى عَلَيْكُمْ فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ ﴾ الحج(30)

أما في آية 33 تقول

﴿ لَكُمْ فِيهَا مَنَافِعُ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ ﴾ الحج (33)

لتبرز الأنعام كعنوان كبير ومهم في الدين .

﴿ وَالْبُدْنَ جَعَلْنَاهَا لَكُمْ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ لَكُمْ فِيهَا خَيْرٌ فَاذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَيْهَا صَوَافَّ فَإِذَا وَجَبَتْ جُنُوبُهَا فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذَلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ﴾ الحج(36)

خلاصة

وخلاصة القول أن للأنعام موضوع هام في الدين ، ولها علاقة وطيدة بفهم التوحيد وعدم الشرك، وفي تدخل الإنسان في هذه الأنعام خطورة بالتحليل أو التحريم من غير أن يأذن الله سبحانه وتعالى خطورة كبيرة ، من هنا نقول بأنه يمكننا أن نفهم أن الأهمية التي أولاها الله سبحانه وتعالى للأنعام في القرآن الكريم تكمن في كونها مدخلاً مهماً في فهم التوحيد والشرك بناءاً على تدخلات الأمم السابقة في أحكام الله والتي حجرت وحرمت ما أحله الله وأنزله خصيصاً للإنسان ثم جاء من تدخل وحكم بحرمتها من غير أن يأذن الله وهو المالك الحقيقي والحاكم في ملكه .

والحمد لله رب العالمين .