مدونة حلمي العلق

سورة البقرة من آية 243 إلى آية 245

 | ayat | elbakara

( أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمْ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْيَاهُمْ إِنَّ اللَّهَ لَذُو فَضْلٍ عَلَى النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَشْكُرُونَ (243))

"ألم تر إلى " الآية تخاطب النبي محمد وتقول له ألم تر ولكنه في الحقيقة لم ير هذه الحادثة، ولكن إذا أخبره الله سبحانه وتعالى بها فقد كان كمن رآها،
" الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت" الحذر لا ينجي من القدر، لابد من الإيمان، فهم قد خرجوا من ديارهم خوفاً وحذراً من وقوع الموت عليهم ولكن قدر الله عليهم الموت وهو في طريق الهروب إلى النجاة. لماذا يقول أنهم ألوف؟ ولماذا حذر الموت؟ أي أن العدد كان كبيراً، ولكنهم لم يتفقوا ؟ لو اتفقوا وتعاونوا من الممكن أن تكون لهم قوة في مواجهة المعتدي والمتسبب لهم في الموت.
"فقال لهم الله موتوا ثم أحياهم" : فقضى الله عليهم أن يريهم الموت في الجهة التي ظنوا أنها مصدر الأمان من الموت، بعد الموت أحياهم حتى يروا حقيقة الأمر الذي كانوا فيه.
" إن الله لذوا فضل على الناس ولكن أكثر الناس لا يشكرون" : إعادة إحياؤهم بعد الموت هو فضل من الله سبحانه وتعالى عليهم من أجل أن يتفكروا في الأمر الذي كانوا فيه ويتوبوا ويعيدوا مواقفهم تجاه أوامر الله سبحانه وتعالى. ولكن أكثر الناس لا يشكرون، والشكر هو أداء قيمة النعم التي أسداها الله سبحانه وتعالى.

( وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (244))

تقدم المثل السابق من أجل هذا الأمر، أي أن الله سبحانه وتعالى ضرب مثلاً في الحذر من الموت بالهرب منه ولكن الموت يلاقي الإنسان، فأمر الحياة عند الله ، وعندما يأمر الله سبحانه وتعالى بأمر القتال، فلا تخاف من الموت لأنك لن تهرب منه.
الآية تقول " وقاتلوا في سبيل الله " الأمر بالقتال في سبيل الله وليس في سبيل شيء آخر،
" واعلموا أن الله سميع عليم" يسمع ويعلم ما أنتم فيه من مشاكل وأمور، الله يسمع ويعلم كيفية تنفيذ الأمر الذي أمر الله به.
مع العلم أن أمر القتل من الأمور العظيمة عند الله سبحانه وتعالى، ولكن عندما يأمر الله سبحانه وتعالى بالقتال، فهذا أمر عظيم لسبب مباح فيه القتل، والقتل هنا في سبيله لا يأتي إلأ إذا تجاوزت المشكلة كل الحلول المعروفة في هذا الأمر.

(مَنْ ذَا الَّذِي يُقْرِضُ اللَّهَ قَرْضاً حَسَناً فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافاً كَثِيرَةً وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْسُطُ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (245))

" من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً" هو أمر من عند الله سبحانه وتعالى بطريقة الدعوة إلى الناس بالحث لهم بأن ينفقوا من أنفسهم وأموالهم وأوقاتهم ، عندما، في أي مشروع يقدم عليه الإنسان ويفق فيه أموالاً يريد من هذا المشروع المضاعفة ، وفي هذا الأمر فإن الله سبحانه وتعالى يقول لمن يعطي من ماله ووقته فإن الله سبحانه وتعالى يعيده له بالفائدة المضاعفة أضعاف غير محددة.
القرض الحسن : الحسن في جميع النواحي.