مدونة حلمي العلق

سورة البقرة من آية 253 إلى آية 257

 | ayat | elbakara

( تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ كَلَّمَ اللَّهُ وَرَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَآتَيْنَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ الْبَيِّنَاتِ وَأَيَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلَ الَّذِينَ مِنْ بَعْدِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمْ الْبَيِّنَاتُ وَلَكِنْ اخْتَلَفُوا فَمِنْهُمْ مَنْ آمَنَ وَمِنْهُمْ مَنْ كَفَرَ وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا اقْتَتَلُوا وَلَكِنَّ اللَّهَ يَفْعَلُ مَا يُرِيدُ (253))

الآية تقرر أن الرسل هم درجات، ومواهب الله مختلفة معهم ، ورفع بعضهم درجات حسب أعمالهم المتباينة.
الاقتتال جاء بعد كل رسالة ، رسالة موسى جاء بعدها اقتتال كما بينت الآيات السابقة في الاقتتال في طالوت وجالوت ، عيسى جاء بعده اقتتال ، وهذا يشير إلى أن الاقتتال متوقع بعد النبي محمد. والاقتتال بسبب الأحزاب والطوائف، وهذا الاختلاف جاء من بعد وجود البينات. وهذا القتال على نفس الأنبياء، وهم بشر ولكن بسبب تعظيمهم ، وهذه سنة من سنن الله ، ومشيئة الله جاءت هنا من أجل التمحيص للمؤمنين.

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنفِقُوا مِمَّا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ يَوْمٌ لا بَيْعٌ فِيهِ وَلا خُلَّةٌ وَلا شَفَاعَةٌ وَالْكَافِرُونَ هُمْ الظَّالِمُونَ (254))

هذه الآية تأمر المؤمن أن ينفق مما من قبل أن يأتي يوم
لا بيع فيه : البيع فيه ملغي وهذا يناسبه العدل وهو معادلة شيء بآخر ،
الخلة : تتناسب مع الشفاعة ، الأصل هو العمل ، والذي يبنى عليه الشفاعة ، لأن الشفاعة في الأصل
عدم الإنفاق هو كفر ، عندما لا تنفق فأنت ظلمت من لا يصله الإنفاق،

( اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (255))

هناك إسماء لها مقابلة ( المعز يقابله المذل ، المحيي يقابله المميت ) وهذه الصفات التي تحتاج إلى طرف يؤثر عليه هذا ألإسم، وهناك صفات ليس لها مقابل، وعندما بدأت الآية بإسم (الله) فهو يريد أن يحدد صفة التوحيد بها، بدأ الله سبحانه وتعالى باسمه (الله) ولهذا الإختيار دلالة،

لماذا اختار الله سبحانه وتعالى صفة الحي؟ ( كل شيء هالك إلا وجهه ) الهلاك يقابل الحياة، القيوم: القائم على شيء ، والقيوم القائم على كل شيء،

الآية تنفي أن يكون لأحد قوة أو حظوة من علم الله أو شيء من القدرة على إنجاح أحد يوم القيامة من خلال الشفاعة إلا بإذن الله سبحانه وتعالى، وتبدأ بإعطاء المؤمن أسماء الله التي يجب أن يؤمن بها حق الإيمان حتى لا يزيغ بقلبه إلى أي أحد آخر. الله حي وبقية الشفعاء يموتون ولا يستطيعون أن يقومون على شيء وهم أموات، والكرسي هو إشارة إلى إحاطته بهذا الكون.
كرسيه يسع السماوات والأرض، فهي قدرة الله التي لا تحدها حدود المكان، ولا يؤوده حفظ السماوات والأرض، أي لا يعجزه حفظ من في السماوات والأرض من مخلوقات وجمادات.
الآية تعطي تركيز كبير عن ربوبية ا لله، الفكرة أن الله ينفي ضرورة وجود أحد في نظر، إذا كنت متكل على الشفاعة لا يعمل، والآية السابقة تشير إلى ضرورة العمل وهي في الآية السابقة ( لا بيع فيه ولا خلة ولا شفاعة ) . ووجود الشفعاء كعدمهم لأنه قادر على كل شيء ولا يحتاج إلى شيء ، وفي الآية أن هناك عمل للشفاعة أكثر من العمل لله، وهذا أكثر ما يعمل له الناس، وفي هذا انقاطاع للاتصال بالله، وهذه مشكلة أزلية ومتكررة، ولا تغير صورتها، كل الشعوب تفترض أن لها شفعاء، ولكن من من هذه الشفعاء لديها سلطان ودليل بهذه الشفاعة المفترضة.
من خلال النظر إلى آية 253 والتي تقول ( تلك الرسل ) لربما جاءت هذه الآية لتشير إلى أن الله اتخذ بعض الرسل إلى شفعاء. قراء القرآن الكريم كثير ولكن قليل من يعمل بهذا القرآن، المطلوب هو أن يتحول الإنسان إلى قرآن ناطق. الإنسان غير قادر على نفسه، وفكيف يأخذها من إنسان مثله، كيف تأخذ هذا الحول والقوة من إنسان ضعيف مثلك.

( يعلم ما بين أيديهم وما خلفهم ) الشفاعة تعتمد على العلم ، وهم لا يزيدون من العلم عنك شيء مثل المحامي، والمحامي قد يشكف علم خاف على الحاكم، ولكن الله يعلم كل شيء.

(لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (256))

لا يوجد إكراه على أحد في أن يدخل في الدين، فهذه آية واضحة وصريحة ومحكمة، الآخرين قد يكرهوا الناس على ماهم عليه من الدين، قد تبين الرشد من الغي ، الطاغوت هو اتجاه الشيطان ، والرشد هو اتجاه الرحمن، وهنا تكمن التمسك بالعروة الوثقى حين تكون في حالة من الرشد وليس بالتمسك بالطاغوت.
كلمة الطاغوت لها علاقة بالأشخاص، أما الرشد فله علاقة بالشخص وإدراكه للأشياء، فهنا الآية تشير إلى مدارين مختلفين، مدار الإنتماء ومدار آخر هو مدار الوعي واليقضة والإستيعاب.
إذا بين الله الرشد من الغي) فلا يحق لأحد أن يكره في الدين،
(فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله) هي فطرته التي تريد أن تكون على السليقة التي ، المساواة بين الخلق هي الفطرة بين الناس، العروة الوثقى هي العروة التي يتعلق بها الإنسان في موضوع النجاة .
بين الله سبحانه وتعالى الحدود في الإعتداءات العامة ولكنه لم يعطي لأحد الحق في أن يجبر أحد على الدين الذي يؤمنون به.
( ومن يدع مع الله إله لا برهان له به )

(اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا يُخْرِجُهُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَوْلِيَاؤُهُمْ الطَّاغُوتُ يُخْرِجُونَهُمْ مِنْ النُّورِ إِلَى الظُّلُمَاتِ أُوْلَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (257))

الولاية هي تولي أمر الشيء ، من الظلمات التي يكون فيها تخبط وعشوائية إلى النور الذي فيه بصيرة ووعي ، أما الطواغيت فإنهم يخرجون من النور إلى الظلمات ، نأخذ المعنى من كلمة ولي من كلمة أولى، هناك وحدانية في الولاية لله، وهناك تعدد للولايات إلى الطواغيت، قد يكون ، الذي يجعل الأولى في حياته هي الحقيقة فقط فهو يعطي ولايته لغير الله وهم الطواغيت.
النور يعني أن الإنسان يسير في هدى واضح وبصيرة من أمره، أما الظلمات فإنها تجعل الإنسان يعيش في تخبط.