تجربة الإيمان
| مقدمة# مقدمة
﴿ لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ ﴾ سورة البقرة 177
القرآن ليس كأي كتاب، هو كتاب يأمر الإنسان أن يؤمن به، فلا يدرسه كما يدرس بقية الكتب وبقية العلوم، وإنما ندرسه لأنه مصدر إيمان ومصدر إلهام للتقوى ولأنه حبل نجاة ليوم نؤمن به جميعا. الآية الكريمة توجه خطابها للمؤمنين الذين توجهوا ناحية المسجد الحرام، وتقول لهم ادخلوا الإيمان بحق، ولا تنخدعوا بمظاهر الإيمان.
تحدثنا في الحلقة السابقة عن بعض الأساسيات التي نحتاجها في هذه الدورة هي تعريفات دارت حول الإنسان حتى يتعرف على نفسه إذ كنا نجيب عن سؤال ( من أنا )، من هو الإنسان؟ وما صفاته؟ وما موقعه على هذه الأرض؟ هي تعاريف تحدث عنها القرآن لأنها مهمة في انطلاقه نحو الإيمان، إذ لا يصح أن يتحرك في إيمانه وهو لا يعلم من هو؟ واليوم نتحدث عن نقطة هامة قد نتجاوزها ونعتبرها بدهية ولا تحتاج للتفكير، وهي الإيمان بالقرآن، وهو الإيمان الذي يكون نتيجة لمعرفة المؤمن بعنوان هام هو ( من هو ربه). لذا نبدأ حلقتنا لهذا اليوم بالدعاء : اللهم عرفني نفسي اللهم عرفني نفسك، اللهم إنك إن لم تعرفني نفسي لم أعرف حجتك وإن لم أعرف حجتك ضللت عن ديني. حجتك علي يارب هي القرآن فكيف أعرف القرآن وأنا لا أعرف نفسي ولا أعرفك؟
قد ننظر إلى القرآن كبيت نحن خارجه، نسمع الناس كيف يتحدثون عنه لكننا لم نأته من بابه ولم ندخله. أكثر الذين طبقوا ما نتحدث عنه اليوم هم أولئك الذين دخلوا الإسلام عن قناعة وبعد تفكير وخاضوا تجربة الإيمان، هم الذين عاشوا الإيمان وجربوه وشعروا بحلاوته، هم أولئك الذين قرروا أن يستمعوه وينصتوا إليه حتى يقرروا قرارًا حاسمًا في حياتهم وهو قرار الإيمان بالقرآن، أولئك الذين دخلوه وسكنوه وأسكنوه في قلوبهم واطمأنوا به، ألا بذكر الله تطمئن القلوب. فلماذا نحرم أنفسنا من هذا الدخول؟ هل لأننا اكتسبنا الإيمان من قومنا دون عناء؟ وهل يورث الإيمان مع الكتاب؟ هل حرمنا حقيقة القرآن لأننا ورثناه فقط؟ فلنسع إليه كما سعى الآخرون ولنعش تجربة الإيمان به كما عاشها الأولون.
مرحلة الإيمان بالكتاب هي مرحلة هامة لكنها أهملت تحت عنوان البداهة وأصبحت في خانة العدم، بل إن الرجوع إليها قد يعد ضرب من التكلف والمبالغة وتضييع الوقت! هي ليست كذلك، هي مرحلة فردية يجب أن يعيشها الإنسان بحيوية ويسعى لتحصيلها تحصيلًا صحيحًا؟ ولو راجع الإنسان نفسه قد يجد في نفسه فجوات كان لابد وأن يصححها، وهذه الفجوات سيكون لها الأثر السلبي في دروسة القرآنية المتقدمة، بل إن إيمان الهوية يعد ثغرة كبيرة ينفذ منها الشيطان لتغيير معالم الدين ونحن لانشعر.
التساؤل: هل يقبل الله سبحانه وتعالى من منا إيمان الهوية؟ وهل نؤجر عليه؟ هل يعد هذا الإيمان مقبولًا عند الله؟ وهل لهذا الإيمان ثماره المرجوه؟ أليس الإيمان هو نتيجة جهد وتأمل وتفكير؟ فأين جهادنا وأين تفكيرنا حتى وصلنا إلى هذا الإيمان؟ ألا يطلب الله سبحانه وتعالى منا إيمان الصفة؟ أي أن نتصف بالإيمان لا أن يكون الإيمان هويتنا فقط، أو هوية الجماعة التي ننتمي إليها تاريخيًا واجتماعيًا.
من هذا المنطلق وجب أن نعود قليلًا للخلف لنتأكد من تحقيق هذا الإيمان، دعنا نطرح تساؤلات جادة في هذا الموضوع
# هل أنت مؤمن بالقرآن؟
الإيمان بالقرآن مطلوب، فهل تم تنفيذ هذا الأمر؟ هل أنت مؤمن بالقرآن؟ متى آمنت به؟ هل تحدثت إلى الله في صلاتك وقلت له أنك مؤمن بهذه الكلمات؟ هل أنت متأكد من إيمانك بالقرآن؟ إيمان ما لا يسكن الريب في قلبه؟ ولا تزتزع ثقته به؟
# لماذا آمنت بالقرآن؟
لنسأل أنفسنا ولو مرة واحدة من أي باب دخلنا لهذا الإيمان؟ لماذا آمنا بالقرآن؟ كيف اقتنعت أن ما بين هتين الدفتين هو كلام الله؟
هل لأنه معجزة لغوية؟ وهل أنت من أرباب اللغة حتى تعلم أنه كذلك؟ وهل هو لأرباب اللغة؟ فغيرهم لا يمكن أن يدرك أنه من عند الله؟ هل لأنه مطابق للعلم؟ وهل أنت من أرباب العلم حتى ترى ما يتحدث به القرآن؟ و هل كان القرآن ناقص الحجة قبل أن يجيء العلم فيتمم حجته؟ وإذا قلنا بأن العلم جعلنا نزداد إيمانًا؟ فهل كان هناك إيمان قبل العلم وقبل أن نفهم في اللغة؟ فماذا كان أساسه إذًا؟ ما الذي يدفعك للقناعة بأن هذا القرآن من عند الله؟
أم أننا ورثنا هذا الكتاب والإيمان به عن آبائنا؟ هل لأنهم قالوا فقلت؟ أو لأنك سمعت فكررت ما تسمع؟ هل فكرت في هذا السؤال من قبل؟ وهل الإيمان يورث؟
# هل الإيمان يورث؟
الكتاب السماوي يُورث، ينقل من جيل إلى آخر، لكن الإيمان به لا يُورث، هو جهد فردي يبذله الإنسان حتى يقول بعدها آمنت بهذا الكتاب. تتحدث الآيات عن نبي الله إبراهيم ويعقوب :
﴿ وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130) إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ (131) وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) أَمْ كُنتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ إِلَهاً وَاحِداً وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ (133) ﴾ سورة البقرة
هذا إمام الأمة إبراهيم عليه السلام يوصي أبناءه أن لا يغادروا هذه الدنيا إلا بعد أن يصلوا إلى الإسلام الحقيقي، لا أن ينتسبوا إليه فقط، أن يصلوا به إلى المرتبة التي يرتضيها الله منهم، وكذلك نبي الله يعقوب يوصي أبناءه بعبادة الله العبادة الحقة التي يصلوا إليها من خلال الجهد الفردي، إذا الأنبياء لا يعترفون لأبنائهم بالإيمان الموروث، يسلمونهم الكتاب والملة والدين ويأمرونهم بالجهد الفردي.
نخوض اليوم تجربة هامة ونحاول من خلال هذه التجربة أن ندخل للقرآن ولكن من زاوية أخرى، ندخل للقرآن من بابه وباب القرآن هو الواجهة التي يستقبل بها الناس وهي الإيمان به.
# تجربة الإيمان
هل أنت مستعد؟
إذا لم نفكر في هذا السؤال ولم نتحقق منه، فلِم ندرس القرآن إذًا؟ ولم نسع لتعلم طرائق تدبره؟ ما الذي يحملنا هذا العناء؟ ما الذي يدفعنا لهذا الاتجاه؟ هل هم الناس؟
القرآن يسمي كلماته وجمله بالآيات؟ فما معنى الآية؟ الآية هي الدليل القطعي الذي لا جدال فيه على أنه صادر من عند الله، فهل نشعر بذلك فعلًا؟ وهل يكفي أن يقال لنا منذ الصغر أن هذه آيات، فنكرر نحن ذلك القول ونقول إنها آيات، أم لابد من استشعار ذلك بأحاسيسنا؟ لابد وأن ندرك هذه الحقائق بأنفسنا؟ حتى نتحرك على اساس قوي؟ ما الذي يمنعنا من التحقق من ذلك؟ الموضوع مهم ويستحق أن نخوض التجربة، فهل أنت مستعد؟
هل أنت مستعد أن تعيش تجربة الإيمان؟ تجربة التصديق القلبي؟ بينك وبين الله؟ وبضمير منفتح، لا يرغب سوى في الحقيقة والسير في طريق الحق. هل لديك القابلية لتقبل الحق أيًا كان؟ ومن أي جهة كانت؟ هل أنت مستعد لطاعة القرآن والاسلام له؟ إذًا تعال لنعيش هذه التجربة، ونخضع لتأثير هذا الكتاب، لنستمع للقرآن ولو لمرة واحدة ونحن نسأل أنفسنا: من هو المتحدث؟ هل المتحدث هو الله؟ هل هو الله الذي عرفناه بفطرتنا، وأدركناه بمظاهر الحياة من طفولتنا منذ كنا صغارًا، هل هو المتحدث هنا؟ وهل يصح أن يكون المتحدث لهذا الكلام غير الله؟
لقد درسنا قاعدة التفكير في الحلقة السابقة ونريد أن نطبق هذه القاعدة والتي علمنا إياها القرآن نفسه، ونريد هنا أن نخرج من هيمنة الصورة النمطية التي توارثناها عن القرآن في الحكم عليه وعلى كلماته، نريد اليوم أن نحكم عليه بهذه الموضوعية بلا خلفية مسبقة، ولا توجيه ولا من حيث مكاناتنا ولا علمنا، فقط نريد أن نستمع إليه بطبيعة الإنسان البسيط ثم نحكم على صدقه من خلال الفطرة والضمير ومن خلال الحق المخبوء في ذواتنا.
# افتح القرآن صفحة 381
اقرأ من آية (54) من سورة النمل، وحتى آية (65) ،وحاول أن تجيب في نفسك عن سؤال هذه الحلقة : من هو المتحدث؟ هل هو الله؟
من هذا الذي يتحدث عن نفسه في هذه الكلمات؟ من هو الذي يخبرنا عن قوم أسماهم قوم لوط؟ ويقول أنه نجى لوطًا وأهله إلا امرأته قدر أنها من الغابرين؟ من هذا الذي يتحدث عن نفسه أنه هو الذي خلق السماوات والأرض وهو الذي ينزل الماء من السماء وهو الذي ينبت الحدائق؟ من هذا الذي يقول أنا من أنشأت الأنهار وأنا الذي حجز ماء النهر عن ماء البحر؟ هل هو ذاته الذي ندعوه فيجيبنا في الاضطرار، هل هو ذاته الذي يهدي التائهين في ظلمات البر والبحر؟ هل هو ذاته الذي بدأ الخلق؟ هل هو الرازق؟ هل هو القوة الغيبية التي نشعر بها في داخلنا؟ هل هذا المتحدث هو نفسه الفاعل لكل تلك الآيات؟ هل هو نفسه الذي خلق هذا الجسد؟ هل هو هذا الذي أعطاك هذه الروح؟ هل هو الذي أوجدك في هذه الحياة وأنشأك فيها؟ هل صدقت أن المتحدث هو الله؟ هل تستطيع أن تكذب؟
تأمل جيدًا في هذه الكلمات، القرآن يربط بين الآيات الكونية وبين الآيات القرآنية، فالإيمان بالآيات القرآنية هو نتيجة للإيمان بالآيات الكونية، الإيمان بالآيات القرآنية هو نتيجة للإيمان بما في الكون من آيات في الآفاق وفي السماوات والأرض والأنفس، هذه هي المقدمة، وتلك هي النتيجة؟
الإيمان يبدأ بالتأمل في آيات الكون، ثم الاعتراف بأن هذه نعم وآلاء، ثم الإيمان بأن لهذه الآلاء موجد منعم، ثم حين نقرأ القرآن نشاهد آيات من نوع آخر وهي آيات الكلمات، فنؤمن بآيات القرآن على أساس أنها صادرة من نفس ذلك الخالق من نفس ذلك الموجد إذ نرى وحدة المصدر بين الآيتيين آية الكون وآية القرآن
التأمل يكون في النفس وفي الآفاق، والمتأمل في نفسه يرى ضعفها وعدم قدرته من الفرار من حكومة الله، وإيمان هذا المتأمل بتصديق هذا الكتاب كونه لا يستطيع أن يكذبه، وإن كذب فقد يوقع نفسه في مساءلة أمام الله، هو ينذر من يخشاه بالغيب من عدم التصديق، وبالتصديق ينتقل المؤمن في مراحل الإيمان حتى يصل لليقين بالحقائق التي يتحدث عنها الكتاب.
هذه هي الدوافع الداخلية المطلوبة التي تدفع المؤمن بالقرآن نحو تعلمه ودراسته، لأن القرآن أصبح بالنسبة له وصلة بينه وبين ربه، وبالتالي هو حبل النجاة ووصلة الهدى التي لايمكن أن يستغني عنها، عندما نقترب من القرآن ونتحدث عنه نحن لا نعطي القرآن لأن صاحبه غني، نحن نعطي أنفسنا المحرومة والتائهة والضائعة والخائفة من الهلكة.
يجب أن لا نتجاوز هذه المرحلة الهامة، وأن نمكث مع أنفسنا تفكرًا وتأملًا – كما يدعونا القرآن نفسه - في الآفاق وفي الكون حتى نستشعر قوة هذه الآيات ونحصل على نتيجة صدق المتحدث في هذا القرآن، وأن ما فيه من أوامر هي واجبه لأنها صادرة من هذا الإله؟ فلا ننتقل إلى نقطة متقدمة لدراسة مافي هذا القرآن بلا مكوث في هذه المرحلة، لأن الآيات التي تشير إلى عظمة الله متكررة طوال القرآن! لماذا؟ هل هي عبث؟ أو أنها موجهة لقوم آخرين؟ بل هي موجهة لي ولك.
يجب أن لا نتعامل على أننا متأكدون بالوراثة بأن هذا الكلام من عند الله، وأن من ينكره هو كافر وحسب! بل يجب أن نمضي في هذا التحقق. ويجب أن لا نذهب به إلى مختبرات الفكر قبل أن نعيشه إيمانًا، فهناك الكثير من المستشرقين الذين درسوا القرآن كظاهرة تاريخية وأخرجوا منه ما أخرجوا من العلوم أو التناقضات دون أن يمس قلوبهم شيء من بريق الحق الذي يشع بين جنباته، ونحن الذين رغبنا في دراسة هذا الكتاب يجب أن لاندرسه دراسة المستشرق بل دراسة المؤمن.
# هل يوجد للإسلام رسالة غير القرآن؟
هل يوجد كلام آخر غير القرآن الكريم يمكن أن نعتبره رسالة الإسلام؟ هل جاء النبي محمد بكتاب آخر من عند الله حتى يوصله إلى الناس؟ هذا الكتاب يحمل مضمون الإسلام ومضمون الدين؟ هل انتهى دور القرآن الكريم عند لحظة التأسيس، بمعنى هل المعجزة القرآنية جاءت من أجل أن تعطي النبي موقع القيادة ومن خلال هذه القيادة يقوم الرسول بتأسيس كيان الإسلام وتأتي الأجيال اللاحقة لتسير خلف هذا الكيان دون أن تنظر إلى رسالة الله؟ أم أن القرآن هو رسالة الله إلى كل الأجيال اللاحقة؟ هل يمكن أن نقول أن رسالة القرآن هي لنا أيضًا؟ هل هي رسالة لكل فرد منا؟ وهل يوجد رسالة أخرى غير هذا الكتاب؟ هل يوجد لهذا الكتاب أجزاء أخرى؟ هل يوجد لهذا الكتاب ملاحق في أماكن أخرى؟ هل يوجد لهذا الكتاب مستدركات؟ هل هناك من أضاف على هذا الكتاب بعد وفاة النبي؟ هل أدى النبي رسالته كاملة قبل موته؟
القرآن هو الرسالة الربانية التي تمثل دين الإسلام ولا يوجد ممثل آخر له غير هذه الرسالة، وإذا كانت رسالة ربانية لكل فرد منا وجب أن نستوعب ومن خلال الرسالة كيف نفهم بقية شؤون الدين؟ وإلى من نتوجه؟ وكيف نفسر الواقع الذي نعيشه؟ وماهو المطلوب؟ لأنها المرجعية العليا للإسلام.
ولكن قبل ذلك يجب أن نسأل أنفسنا السؤال الهام : لماذا آمنا بالقرآن ؟ هل هي رسالة ربانية أو لا؟
# لماذا آمنا بالقرآن الكريم؟
# 1- التسبيح:
القرآن الكريم يقدس خالق الكون فقط لا يقدس غيره، هو رسالة من الخالق لكي يسبحه الناس وحده ويمجده وحده ولا يشاركه في هذا المجد وهذا العلو أحد، فهي رسالة خالصة من الشرك.
# 2- لا يدعو لغير الله:
القرآن الكريم لا يدعو لشخص أو طائفة أو حزب، بل هو يدعو لأن يكون التوجه له بلا طائفية ولا قومية ولا حزبية ولا تعصب، وينبذ الطبقية التي يصطنعها الإنسان من أجل العلو في الأرض.
# 3- يبين هدف الحياة:
القرآن الكريم يتحدث مبينًا هدف الحياة وأنها لم تخلق عبثًا، وأن هذه الحياة معبر وهدفها هو استخلاص الصالحين حتى يكونوا هم أهل الجنة، ويضع للإنسان هدف وهو أن يزكي نفسه ويخلصها من كل سلوك لا يؤهله لتلك الحياة السعيدة.
# 4- لغة المرسل:
المتحدث في القرآن الكريم يتحدث بلغة عالية، يتحدث على أنه هو القادر الذي سيعيدهم من التراب إلى الخلق من جديد ليحاسبهم على أفعالهم في هذه الدنيا، القرآن يتحدث بلغة لا يمكن لأحد أن يكذبها، لأنه لم يدع إلا للصلاح والإيمان بالحساب والإيمان بالحياة الغيبية، هو يتحدث بلغة يحاصر فيها المتلقي بأن لا مفر لك ولا مجال لك للتكذيب.
# 5- القرآن يدعو للأخلاق:
القرآن الكريم يدعو للأخلاق العالية التي تحتاج إلى جهاد للنفس، وجعل العقاب في الآخرة على مخالفة تلك الآخلاق، أوصى بالزوج والزوجة، أوصى بالأبناء أوصى بالعدل والقسط والتعامل بالحسنى وقول الحسنى في أصعب الظروف وطلب من المؤمن أن يجاهد نفسه بالصبر والصلاة حتى يصل إلى أعلى درجات الأخلاق.
وإذا بدأنا بتطبيق مافي هذا الكتاب فقد بدأنا بالتسليم، وبعد التسليم يزداد الإيمان، وبازدياد الإيمان يزداد اليقين بأن القائل هو الله ويزداد اليقين بحقائقه التي أنزلها وبالآخرة، وإذا ازداد اليقين ازداد العلم الذي نبحث عنه لأنه سيكون علم منجي وليس علم ترف ولا علم مزايدات ولا مناكفات، ولا علم استظهار ولا تعالي ولا تباهي بل علم حقيقة هي ضالة المؤمن.