دين واحد
| ملة إبراهيم# مقدمة
يحاجج النبي محمد (ص) أهل الكتاب بالقرآن الكريم على أحكام في الطعام، وعلى اتجاه القبلة وعلى اعتقادهم في دخول الجنة وعلى مسمى الدين، وهذه المحاججات لم تأت إلا لأن الملة هي ملة واحدة ولكنهم بدلوها واستحدثوا غير ما أنزل الله إليهم وماشرعه في كتبهم السماوية.
تؤكد الآيات الواردة في سور عدة من القرآن الكريم أن ما نسميها اليوم بالديانات الثلاث أو الديانات الإبراهيمية جاءت من أصل دعوة واحدة ولهدف واحد وبشريعة واحدة.
نستكمل الحديث عن ملة إبراهيم وتحت عنوان ( دين واحد ) .
﴿ شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ وَمَا تَفَرَّقُوا إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمْ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَلَوْلا كَلِمَةٌ سَبَقَتْ مِنْ رَبِّكَ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ أُورِثُوا الْكِتَابَ مِنْ بَعْدِهِمْ لَفِي شَكٍّ مِنْهُ مُرِيبٍ ﴾ سورة الشورى 13**،**14
تشير آيتي (13) و (14) من سورة الشورى وبصورة واضحة جلية على أن الدين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين في القرآن الكريم إنما هو نفسه الذي شرعه لنوح وهو ذاته ما وصى به إبراهيم وموسى وعيسى.
( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ )
1- (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ) الشريعة من نوح وحتى النبي محمد هي شريعة واحدة ، نبي الله موسى (ع) يمثل التوراة ،ونبي الله عيسى (ع) يمثل الإنجيل ، فاليهودية والمسيحية جاءتا بنفس الدين ونفس الشريعة .
3- (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) هي وصية هامة لكل الديانات التي جاءت على ملة إبراهيم بأن يبقى الدين كما هو لأنه مهدد بالتفرق ، وهذا التفرق سيؤدي إلى ضياع الدين، وهذا هدف شيطاني كبير.
4- ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) استبدلت كلمة المتفرقين عن الدين بالمشركين، وكأن السبب في التفرق هو الشرك ، والشرك يظهر مرة أخرى كعنوان من عناويين الابتعاد عن الأصل . كما وتبين الآية أن العودة إلى الأصل والعودة إلى الجذور كبيرة على من استحدث في الدين ما ليس فيه.
5- ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ) أحد أسباب التفرق هو البغي بين الطوائف والأحزاب .
نستعرض الآن نماذج لشريعة الواحدة في الملة، فالديانات التي اندرجت تحت ملة إبراهيم إنما جاءت بنفس الشريعة وليس بشرائع مختلفة، لذا نستعرض هنا ما يثبت وحدة هذه الديانات في:
1- الأحكام : ونعطي لذلك مثالاً في حرمة الطعام
2- المقدسات : والمثال عليها هي القبلة
3- العقيدة : والمثال عليها اعتقاد دخول الجنة بالانتماء لطائفة
4- المسمى : وهو مسمى الدين والمسمى الحقيقي وهو الإسلام.
ولقد حاجج النبي محمد (ص) بنص القرآن الكريم الأمم السابقة وهي اليهودية والنصرانية بملة إبراهيم، وبين لهم أنهم قد ابتعدوا عن هذه الملة ومحاججته لهم دليل على أنهم ابتعدوا عنها.
تشير آيتي (13) و (14) من سورة الشورى وبصورة واضحة جلية على أن الدين الذي شرعه الله سبحانه وتعالى للمسلمين في القرآن الكريم إنما هو نفسه الذي شرعه لنوح وهو ذاته ما وصى به إبراهيم وموسى وعيسى.
( شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ )
1- (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً ) الشريعة من نوح وحتى النبي محمد هي شريعة واحدة ، نبي الله موسى (ع) يمثل التوراة ،ونبي الله عيسى (ع) يمثل الإنجيل ، فاليهودية والمسيحية جاءتا بنفس الدين ونفس الشريعة .
3- (أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه) هي وصية هامة لكل الديانات التي جاءت على ملة إبراهيم بأن يبقى الدين كما هو لأنه مهدد بالتفرق ، وهذا التفرق سيؤدي إلى ضياع الدين، وهذا هدف شيطاني كبير.
4- ( كبر على المشركين ما تدعوهم إليه ) استبدلت كلمة المتفرقين عن الدين بالمشركين، وكأن السبب في التفرق هو الشرك ، والشرك يظهر مرة أخرى كعنوان من عناويين الابتعاد عن الأصل . كما وتبين الآية أن العودة إلى الأصل والعودة إلى الجذور كبيرة على من استحدث في الدين ما ليس فيه.
5- ( وما تفرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغياً بينهم ) أحد أسباب التفرق هو البغي بين الطوائف والأحزاب .
نستعرض الآن نماذج لشريعة الواحدة في الملة، فالديانات التي اندرجت تحت ملة إبراهيم إنما جاءت بنفس الشريعة وليس بشرائع مختلفة، لذا نستعرض هنا ما يثبت وحدة هذه الديانات في:
1- الأحكام : ونعطي لذلك مثالاً في حرمة الطعام
2- المقدسات : والمثال عليها هي القبلة
3- العقيدة : والمثال عليها اعتقاد دخول الجنة بالانتماء لطائفة
4- المسمى : وهو مسمى الدين والمسمى الحقيقي وهو الإسلام.
ولقد حاجج النبي محمد (ص) بنص القرآن الكريم الأمم السابقة وهي اليهودية والنصرانية بملة إبراهيم، وبين لهم أنهم قد ابتعدوا عن هذه الملة ومحاججته لهم دليل على أنهم ابتعدوا عنها.
﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾
سورة آل عمران 93
أولاً : ملة إبراهيم – الأحكام
1- وفي آية (93) ( كل الطعام كان حلاً لبني إسرائيل إلا ماحرم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة ) وهذا ادعاء من بني إسرائيل بأنهم يحرمون ما يحرمون لأنهم يتبعون إسرائيل (أي نبي الله يعقوب )، ولكن الله سبحانه وتعالى يرد عليهم هذا الادعاء بقوله : (قل فأتوا بالتوراة فاتلوها إن كنتم صادقين) إن كان حقاً ما تقولون فيجب أن يكون في التوراة.
2- في آية (94):( فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فأولئك هم الظالمون)، أي أن الحقيقة هي ما تنص عليها التوراة، وخلاف ذلك كذب، وهذا يعني أن ما ينسب إلى يعقوب النبي (ع) هو كذب ، وأن الذي نسب له ذلك القول هو كاذب ظالم.
3- في آية (95): (قل صدق الله فاتبعوا ملة إبراهيم حنيفاً وما كان من المشركين)، ما تعملون به هو خلاف الملة وخلاف الحنفية وخلاف التوحيد الذي جاء به نبي الله إبراهيم .
إذا من هذا الحوار نرى أن لملة إبراهيم أحكاماً واحدة تتعلق بحكم الطعام، وكل الكتب السماوية التي جاءت من بعده إنما جاءت مؤكدة للملة وشارحة لها، لا مغيرة أو مستحدثة في الأحكام ما ليس فيها .
ثانياً : القبلة
( إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ) سورة آل عمران 96، 97
1- تقول الآية (96) : (إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركاً وهدىً للعالمين) ، هو إقرار بحقيقة المسجد الحرام ، ولم يأت لمجرد السرد ، وإنما لأن أهل الكتاب بدلوا قبلتهم واستحدثوا أماكن مقدسة غير التي نص الله عليها في كتابه، وغير التي تأسست عليها الملة .
2- آية ( 97) : ( فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمناً ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإن الله غني عن العالمين)، وهنا يدلل الله سبحانه وتعالى على أن المسجد الحرام هو أول مسجد بوجود مقام إبراهيم كآية بينة، فوجود مقام إبراهيم أمام البيت دلالة واضحة على أن نبي الله إبراهيم كان هنا ولم يكن في مكان آخر، وجاءت هذه الحجة لأن أهل الكتاب استحدثوا أماكن أخرى وجعلوها قبلة وادعوا أنها من أصل الملة.
وهذا المعنى يتكرر ويتأكد في سورة البقرة في آيات تبديل القبلة كما هو معروف ..
﴿ الَّذِينَ آتَيْنَاهُمْ الْكِتَابَ يَعْرِفُونَهُ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَاءَهُمْ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ سورة البقرة 146
﴿ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلاَّ مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنتُمْ صَادِقِينَ بَلَى مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِنْدَ رَبِّهِ وَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ سورة البقرة 111، 112
( وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ ) سورة آل عمران 85