ركائز ملة إبراهيم
| ملة إبراهيم# مقدمة
لملة إبراهيم (ع) ركائز ثلاث تذكرها آيات القرآن الكريم في أكثر من سورة وهي الإمامة، البيت و الكتاب.
# ركائز ملة إبراهيم
# الإمامة
حول المقوم الأول وهو "الإمامة" تشير الآية (124) من سورة البقرة بقولها :
﴿ وَإِذْ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَاماً قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ ﴾ البقرة (124)
والآية تذكر عهد نبي الله إبراهيم بالإمامة، وأنه (ع) دعا ربه أن تكون الإمامة من بعده في ذريته، فأجيبت دعوته على أن لا تعهد إلى ظالم.
# المسجد الحرام
الركيزة الثانية من ركائز الملة هي المسجد الحرام، وحول ارتباط البيت بملة إبراهيم تقول الآية(97) من سورة آل عمران:
﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ﴾ آل عمران (97)
ولقد جاءت هذه الآية بعد الحديث مع بني إسرائيل وبعد أن دعتهم الآيات للرجوع إلى ملة إبراهيم ذكرت البيت، والبيت هو المكان الذي يتواجد فيه الإمام والكتاب السماوي.
# الكتاب
أما الركيزة الثالثة فهي الكتاب السماوي والذي يعد الوثيقة الرسمية من رب العالمين للناس جمعاء ويحوي تعاليم الملة، وفي سورة آل عمران خاطبت الآية (93) النبي بأن ينهي الجدال مع بني إسرائيل حول المحرمات في الطعام بأن يطلب منهم أن يأتوا بالتوراة فيتلوها
﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ آل عمران (93)
، وفي الآيتين اللاحقتين لهذه الآية تشير إلى ملة إبراهيم (فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ (*) قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ) وعليه فإن ما جاء في التوراة مطابق لملة إبراهيم، وتعاليم ملة إبراهيم محتواة في التوراة والنبي محمد يحاججهم بكتابهم على أنه متضمن لتعاليم الملة ولكنهم خالفوها.
# فرعي الملة
يبقى أن نشير إلى أن ملة إبراهيم تفرعت إلى فرعين أساسيين، الفرع الأول تثمل في نبي الله إسحاق(ع) والثاني في نبي الله إسماعيل(ع)، ومن فرع إسحاق جاء يعقوب ومن بعده جاء موسى الذي جاء بالتوراة، أما من جهة نبي الله إسماعيل، فقد جاء النبي محمد (ص) الذي جاء بالقرآن الكريم. من جهة إسحاق جاءت التوراة ، ومن جهة إسماعيل جاء القرآن ، وكلاهما يحمل مضامين ملة إبراهيم عليه السلام .
نشر في: