الوصايا العشر
| ملة إبراهيم# مقدمة
لملة إبراهيم وصايا كتبت في الصحف، وذكرت في القرآن الكريم ، فما هي هذه الوصايا العشر؟ وما علاقتها بملة إبراهيم؟ وما أهميتها في الدين؟
تحدثنا في الحلقة السابقة عن مقومات ملة إبراهيم بعد أن تحدثنا عن أهمية نبي الله إبراهيم. واتضح لنا أن ملة إبراهيم هي أساس الديانات الإبراهيمية وأساس الإسلام ، كما تبين في الحلقة السابقة أن ركائز الملة ثلاث وهي الإمامة والبيت والكتاب السماوي، وفي هذه الحلقة نلقي الضوء على الوصايا العشر التي ذكرت في صحف إبراهيم وفي القرآن الكريم وفي التوراة من قبله.
# الوصايا العشر
ذُكرت الوصايا العشر في نهاية سورة الأنعام في الآيات من آية (151) إلى آية (153).
﴿ قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَلا تَقْتُلُوا أَوْلادَكُمْ مِنْ إِمْلاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ وَلا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لا نُكَلِّفُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ الأنعام (151)-(153)
وقد اشتملت هذه الآيات على وصايا عشر هي :
1- أن لا يُشرك بالله.
2- الإحسان للوالدين.
3- أن لا يُقتل الأولاد من إملاق.
4- أن لاتُقرب الفواحش.
5- أن لا تُقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق.
6- أن لا يُقرب مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن.
7- الوفاء عند الكيل.
8- العدل في القول حتى مع ذوي قربى.
9- الوفاء بالعهود.
10- أن لا نتبع السُبل فنتفرق عن سبيل الله.
هذه الوصايا تمثل الدستور والقيم الأساسية للملة، وقد جاءت الكتب السماوي من بعد نبي الله إبراهيم في تفصيل هذه الوصايا، حيث جاءت التوراة تفصيلاً لتلك القيم الأساسية كما تشير الآية اللاحقة لآيات الوصايا العشر ﴿ ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَاماً عَلَى الَّذِي أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَعَلَّهُمْ بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ﴾ الأنعام (154). ثم جاء القرآن الكريم مشتملاً على الملة وشارحاً لها كما كانت التوراة، حيث تبين الآية اللاحقة أيضاً ﴿ وَهَذَا كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتَّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ ﴾ الأنعام (155)
تمثل الوصايا العشر الحدود والقيم والقواعد العامة للملة، وهي الأساس الذي نزل على نبي الله إبراهيم قبل نزول الكتب السماوية المفصلة والشارحة والمتممة لنعمة تلك الوصايا. وقد اختتمت هذه الوصايا بوصية هامة وهي ﴿ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾ والتي تأمر متبعي الملة بعدم الانحراف عنها باتباع سبل مبتكرة أخرى تؤدي إلى التفرقة والابتعاد عن سبيل الله.
المقال في : صحيفة الوطن العمانية - ص 21