الإيمان
| quran-concepts# آية
﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ البقرة (285)
مقدمة: الإيمان بالله هو إيمان بمجموعة من المعتقدات، وهي الإيمان بالملائكة وبالكتب السماوية وبالرسل.
# مقدمة
الإيمان هو الحقيقة التي تمسك بها من لجأ للبحث عن الأمان، من بحث عن ركن يأوي إليه ويضمن فيه أمانه. وما الذي يبعث أحدنا للبحث عن أمان له؟ هو خوفه، وما الذي تسبب في هذا الخوف؟ هو رسائل الله، رسائله المقروءة من آيات هذا الكون، ورسائله المقروءة من الآيات في كتبه السماوية، وبدون قراءة أي منهما فإن الإنسان في سبات عميق لم تقرع أذناه أجراس الإنذار ولا وعيد الزلزلة ولا خوف العذاب، فلا بحث ولا لجوء إلى مقر أمان.
سبب حركة الإيمان هو الخوفٌ ، هي رغبة في اللجوء إلى مأمن، هروب من مصدر الخوف، الرسول ينادي " ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين" والمؤمن ينادي: اللهم إني هارب منك إليك، أن تهرب من مصدر الخوف، إلى مصدر الخوف نفسه لأنه المأمن مما ينذر ويحذر منه. كل ذلك في عالم الغيب، تدل عليه آيات في الكون وآيات بينات من رسائل الله إلى الناس. " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم". خوف منه وهو في عالم الغيب. من هنا يبدأ الإيمان. من الخوف والحب، الخوف من الغيب، وحب وتعلق بالجهة التي تضمن الأمان في ذلك المستقبل.
إذا كان الخوف حقيقياً من المستقبل من الغيب من يوم القيامة، كان البحث عن طوق نجاة حقيقي وعن عروة وثقى حقيقية، ولن يتخذ المؤمن عروة يتمسك بها من أجل مكاسب دنيوية لأن مشروع الخوف يبدأ في الدنيا ولا يقف عندها بل يمتد إلى الآخرة ذلك اليوم الموعود الذي تحصل فيه حقائق مافي الصدور.
# الإيمان
# الإيمان بكلمات الله
حقيقة الإيمان بالله بالغيب وتصديقه تتجسد بتصديق كلمات الله " وصدقت بكلمات ربها ورسله وكانت من القانتين" ، هذه الكلمات المنزلة هي من تكشف حقيقة تصديق المؤمن بالله في عالم الغيب. من هنا تبرز أهمية كلمات الله، لأنها الكلمات الموثوقة التي تضمن الأمان في يوم الخوف، ولأنه سبحانه تهدد وتوعد من تخلف عنها أو كابر وتكابر عليها، فهي مصدر الخوف وهي مصدر الأمان أيضاً.
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ آمِنُوا بِمَا نَزَّلْنَا مُصَدِّقاً لِمَا مَعَكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَطْمِسَ وُجُوهاً فَنَرُدَّهَا عَلَى أَدْبَارِهَا أَوْ نَلْعَنَهُمْ كَمَا لَعَنَّا أَصْحَابَ السَّبْتِ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولاً ﴾ النساء (47)
نتحدث فيما يلي عن :
1- تسلسل الإيمان
2- تمام الإيمان
3- الكفر ببعض الكتاب.
4- الكفر ببعض الكتاب والطاغوت
# تسلسل الإيمان
﴿ آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ﴾ البقرة (285)
1- " آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون"
أول من آمن بهذا الكتاب هو الرسول (ص) ، الإيمان بهذه الكلمات يجسد الإيمان الحقيقي بالله سبحانه وتعالى، أن يصدق من يؤمن بالله أن مصدر هذه الكلمات هو الله، وأنه سبحانه وتعالى سيعاقب من يتخلف عنها في الدنيا والآخرة.
2- " كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله"
الأيمان سلسلة، أساسها ومبعثها هو الإيمان بالله، ثم الملائكة ، ثم الكتب والرسل. كل مافي هذه السلسلة غيب، لاشيء في عالم الشهادة إلا الكتاب، الله سبحانه وتعالى وملائكته غيب، والرسل غيب، الشيء الوحيد الذي يمكن أن نبصره في هذه السلسلة هو الكتاب وبالنسبة لنا هو القرآن. تصديق المؤمنين بالقرآن هو تصديق للرسول الذي جاء به، وتصديق باللملائكة ووجودهم لأنهم حملة القرآن من السماء إلى الأرض، وبالتالي هو تصديق بأن الله أرسل هذه الرسالة للبشر، وتصديق لكل مافيها من حقائق بعث بها إلى الإنسان.
3- " وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير"
ذلك التصديق أوصلهم إلى درجة أنهم أقروا بالسمع والطاعة للمتحدث في هذا الكتاب على أنه هو الله الخالق فعلاً وليس غيره وأن إليه المصير يوم القيامة سيحاسب وسيعاقب على أساس هذه الكلمات.
# تمام الإيمان
﴿لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنْ الغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدْ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ البقرة (256)
1- " لا إكراه في الدين"
هي فلسفة الإيمان بهذا الكتاب، أن نؤمن به طواعية بدون إكراه بكامل الاختيار والرشد
2- " فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروة الوثقى"
وحتى تحسب عند الله أنك آمنت ووثقت ضمانك عند الله يجب أن تكفر بأي مصدر آخر من مصادر الأمان وتجعل تمام ثقتك في الله وكلماته فقط وبدون ارتياب.
3- " لا انفصام لها والله سميع عليم "
هذا هو تمام الإيمان بالكتاب، هو كفر وإيمان.
# الإيمان ببعض الكتاب
يقول الله عز وجل:
﴿ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ البقرة (85)
1- " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض"
أن تبعض في إيمانك فهذا إيمان غير مقبول، والتبعيض هو إيمان ببعض وكفر بآخر بما لايتوافق مع الأهواء أو ما ألفه الإنسان، وهو إيمان مجتزأ ، والقرآن يعده إيمان غير حقيقي، لأنه غير تام، والإيمان الحقيقي إيمان بكل الكتاب، بكل أحكامه وشرائعه وعقائده دون رفض لأي حكم لأي عقيدة لأي حقيقة.
2- "فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون"
هذا إيمان مرفوض ويعاقب صاحبه في الدنيا قبل الآخرة، في الدنيا بالخزي، وفي الآخرة بالعذاب، فمن أراد أن يضع أمانه يضعه كاملاً عند الله دون ارتياب ولو بجزء فيه، فذلك هو الإيمان الحقيقي والإيمان التام و المقبول.
# الكفر ببعض الكتاب والظاغوت
1- في يوم من الأيام كان الرسول يحدث الناس عن القرآن، ولكن اليوم القرآن هو الذي يتحدث عن الرسول، كانت حجة الرسول في صدق دعواه هو هذه الكلمات، ولا زالت هذه الكلمات هي حجته في صدق دعوته، ودعوته لازالت قائمة.
2- الإيمان بالله يكشف حقيقته وجود كتاب سماوي، فمتى ما صدق الإنسان أن الله يرسل كتاباً للإنسان فقد عد ذلك التصديق بذلك الكتاب تصديق حقيقي لوجود الله ولهيمنته في هذا الكون، وأنه قادر على أن يرسل كتاباً بصورة غيبية، هذا هو الإيمان، أما تمام الإيمان فهو الكفر بما سواه، الإيمان هو تصديق وكفر. تصديق بالكتاب وكفر بغير الكتاب.
3- وما الذي يحرف الإنسان للكفر ببعض الكتاب؟ هو وجود الطاغوت الذي يغيّر المسار من المسار المستقيم إلى مسار أعوج، الطاغوت الأكبر وهو الشيطان، هو عدو كلمات الله، هي الصراط المستقيم، وقد توعد بأن يقعد لبني آدم صراطهم المستقيم، فيكيد كيده ويدس دسائسه ويبطل أباطيله من أجل إقناع الإنسان أن يؤمن ولو بشيء من خارج الكتاب بما يخرجه عن الإيمان بكل الكتاب.
# إثــــــــــــــراء
1- ما موقع الإيمان بالكتاب من الإيمان بالله ؟
2- هل هناك علاقة بين الإيمان بالكتب والقراءة؟
3- هل هناك علاقة بين الإيمان بالكتب والحرية؟
4- كيف تصف العلاقة بين الإيمان بالكتب السماوية والملائكة والرسل ؟