الشرك
| quran-concepts# آية
﴿ وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرْ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ﴾ الأنعام (121)
مقدمة: الحكم هو حق لصاحب الملك وليس لأي أحد غيره، فإذا سمحنا لأحد آخر أن يحكم معه في ملكه فكأننا قد أقررنا بأنه شريك له في مملكته.
# مقدمة
نتحدث اليوم عن مفهوم مهم من المفاهيم القرآنية وهو الشرك وقبل البدء نحتاج عدة مقدمات
1- هذه الكلمة يجب أن تؤخذ كمفهوم لا كصورة نمطية، لأن النمط ضيق وجامد ويحجّم المصاديق على شكل واحد، فما أن تقال كلمة الشرك حتى انطبعت صورة واحدة فقط في الذهن هي السجود للصنم، بينما مفهوم الكلمة أوسع في حقيقتها في القرآن الكريم، وإذا أخذنا المفهوم أدركنا انطباقه على أشكال عدة ومواقف مختلفة.
2- حتى نفهم الشرك من القرآن نحتاج إلى أن يكون لدينا اهتمام بهذا العنوان بالدرجة التي يتحدث عنها القرآن الكريم، وأن تكون لدينا حساسية وخشية من الوقوع فيه بالدرجة التي تفرضها آيات القرآن على المؤمن.
يقول الله عز وجل:
﴿وَكَيْفَ أَخَافُ مَا أَشْرَكْتُمْ وَلا تَخَافُونَ أَنَّكُمْ أَشْرَكْتُمْ بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً فَأَيُّ الْفَرِيقَيْنِ أَحَقُّ بِالأَمْنِ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ الأنعام (81)
كل فعل يفعله المؤمن تجاه كلمات الله له معنى في القرآن الكريم، قد لا نراها بسبب ضياع المقادير وليس بسبب ضياع معاني الكلمات، أي بسبب ضياع الإحساس وليس بسبب ضياع قوة العلم، فهناك المؤمن بها حق الإيمان، وهناك الضعيف والمستهزيء. مقادير الأشياء موضعها القلوب لكن لها انعكاساتها على الأفعال، فترى الإنسان يفكر ويفهم ومن ثم يفعل بناءً على ما سر في قلبه. الشرك واحد من المفاهيم التي تحتاج إلى تقدير الله حق قدره وتقدير كلماته حق قدرها قبل فهمه بصورة علمية بحتة.
# الشرك
سنستعرض أولاً الفعل الذي يسميه القرآن شركاً في أبسط صوره دون الذهاب إلى كثير من التفاصيل، ومن ثم نستعرض المفهوم الأساسي للشرك الذي هو ماوراء هذا الفعل، وكيف أن القرآن يعالج ما يسره القلب، لأن ما في القلب هو الخطأ الذي يدفع للفعل الخطأ. وستكون حلقتنا لهذا اليوم متمركزة على ثلاث عناوين رئيسية :
1- شرك صاحب الجنتين في سورة الكهف
2- الشرك في الملك.
يقول الله عز وجل :
﴿ وَاضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعاً كِلْتَا الْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِمْ مِنْهُ شَيْئاً وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَراً وَكَانَ لَهُ ثَمَرٌ فَقَالَ لِصَاحِبِهِ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَنَا أَكْثَرُ مِنْكَ مَالاً وَأَعَزُّ نَفَراً وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَنْ تَبِيدَ هَذِهِ أَبَداً وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِنْ رُدِدْتُ إِلَى رَبِّي لأَجِدَنَّ خَيْراً مِنْهَا مُنقَلَباً قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً لَكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَداً وَلَوْلا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ إِنْ تُرَنِي أَنَا أَقَلَّ مِنْكَ مَالاً وَوَلَداً فَعَسَى رَبِّي أَنْ يُؤْتِيَنِي خَيْراً مِنْ جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَاناً مِنْ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيداً زَلَقاً أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْراً فَلَنْ تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَباً وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَى مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَداً وَلَمْ تَكُنْ لَهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِراً هُنَالِكَ الْوَلايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ هُوَ خَيْرٌ ثَوَاباً وَخَيْرٌ عُقْباً ﴾ الكهف (32) - (44)
محطات في مقطع السورة :
1- ( ودخل جنته وهو ظالم لنفسه ) ظلم نفسه حين ظن أن لنفسه القدرة لأن هذا الظن سيرديه الهلكة
2- ( لكنا هو الله ربي ولا أشرك بربي أحدا )
# إثــــــــــــــراء
1- في آية (121) من سورة الأنعام، متى يقع المؤمن في الشرك ؟
2- ما هي مسؤولية المؤمن تجاه ما يرده من أحكام تخالف ما يعلمه من كتاب الله؟