مدونة حلمي العلق

الجدال

 | The-Quran-and-the-People-of-the-Book

مقدمة

تحدثنا في الحلقة السابقة عن التحكيم الذي كان يمارسه بعض من أهل الكتاب مع النبي، وتبين لنا من خلال الآيات أنه لايمكن أن يكون هذا التحكيم لولا أن الحكم والشرع واحد لدى أهل الكتاب ورسالة النبي محمد، وهذا ما يؤكد أن القرآن الكريم لم يأت بأحكامٍ مختلفة عما سبقه من الكتب.

في هذه الحلقة نؤكد على هذا المعنى من خلال عنوان آخر لا يقل أهمية عن سابقه وهو ( الجدال )، ونقصد بهذا العنوان الجدالات التي كانت تحدث في زمن الرسالة بين النبي محمد (ص) و أهل الكتاب في الأحكام والعقائد والتي كانت مبنية على أساس الكتاب السماوي وإحضاره أو إحضار الذين يشهدون به.

نأخذ لذلك مثالًا من سورة آل عمران نستعرض من خلاله جدال حدث بين الرسول (ص) وبين أهل الكتاب الذين حرموا في الطعام ما لم ينزل الله به سلطانا، فكانت المحاججة من قبل النبي بإحضار التوراة، ندرس هذه الحادثة ثم نضع دلائلها في سياق ما نتحدث به عن علاقة أهل الكتاب بالقرآن، وبالتحديد عن علاقتهم بأحكامه الشرعية.

الجدال

يقول الله عز وجل :

﴿كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ۝ فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ۝ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ۝ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ۝ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ۝ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ آل عمران [93]-[99]

قبل البدء في فهم كل آية على حدى علينا أن نفهم موضوع الآيات بصورة مجملة ونضع ذلك الفهم في جملة مختصرة أولًا، وذلك بطرح السؤال: عن ماذا يتحدث هذا المقطع من الآيات؟ وخصوصًا المقطع الأول منه المتعلق بالطعام؟ لو تأملناه سنجد أن الآيات المباركة تتحدث عن مجادلة حدثت بين الرسول وبين بني إسرائيل حول موضوع الطعام، والجدال كان حول إضافات في التحريم، هم أضافوها لم تكن في التوراة في الأصل، فكان الحكم الفصل في القضية هو الرجوع إلى التوراة، فكان قول الرسول هو : إن كانت التوراة تُقر بذلك التحريم فما تقولونه صحيح، وإلا فهو كذب.

هذا ملخص ما تتحدث به آيات حرمة الطعام، وعلى أساس هذا الفهم سنحاول فهم الآيات واحدة تلو الأخرى.

﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾ آل عمران [93]

بناءًا على الفهم العام للآيات يمكننا أن نستنتج أن مطلع هذه الآية المباركة ليس تقريرًا ربانيًا، وإنما هو ادعاءٌ من بني إسرائيل ينقله القرآن عنهم، أي أنهم يدعون هكذا، يدعون أن ﴿ كُلُّ الطَّعَامِ كَانَ حِلاًّ لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِيلُ عَلَى نَفْسِهِ مِنْ قَبْلِ أَنْ تُنَزَّلَ التَّوْرَاةُ﴾ قبل أن ينزل الله التوراة على موسى (ع) كان قبله إسرائيل وهو يعقوب (ع)، والإدعاء هو أن الإضافات في المحرمات والتي يرفضها النبي محمد منهم إنما كانت من قبل نبي الله يعقوب، ويعقوب كان قبل التوراة، والمعنى أنهم يحرمون ما يحرمون من الطعام لأنهم سائرون على نهج يعقوب، فما حرمه يعقوب هو حرام لأنه رسول وما يحرمه الرسول فهو حرام – كما يقولون- وقد أخرجوا بذلك حجة التوراة عليهم، فلديهم من خارج التوراة ما يحتجون به.

أما القرآن فهو يرفض هذا المبدأ، ويعيد للتوراة قيمتها وموقعها في المحاججة، ويوصل رسالته إليهم عن طريق النبي محمد (ص) أن أأمرهم بإحضار التوراة وتلاوتها، وتلاوة ما يخص هذا الحكم بالتحديد، لمعرفة هل أن الله عز وجل حرمها أو لا؟ والمقصود بذلك أنه لا يمكن لنبي الله يعقوب أن يخرج عن إطار الملة حتى وإن كان ذلك قبل نزول التوراة، فإن حرم شيئًا فلابد وأن يكون ذلك المحرم منصوصًا عليه حتى قبل نزول التوراة، ولا يمكن أن يستحدث محرمات من ذات نفسه.

بمعنى آخر أنه لا يمكن الفصل بين ما يأمر به الرسول وبين ما تأمر به الرسالة، حتى وإن كان رسول سابق لرسالة لاحقة فالحكم واحد لأنهما يرجعان إلى ملة واحدة، وهذه الملة تتسم بالثبات في أحكامها عبر الأزمان، فإن كان هناك شيء من التحريم قبل نزول التوراة فلابد وأن تؤكده التوراة وتشير إليه.

محاججة النبي محمد (ص) بينه وبين بني إسرائيل انبنت إذًا على أساس النص التوراتي، واعتمدت الصدق على ما أقرت به ﴿ قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ﴾، وقول الآية المباركة "قل" هو أمر رباني للنبي محمد، والمطالبة بإحضار التوراة هو أمر سماوي نفذه النبي محمد ليقيم الحجة عليهم وليبطل ما ادعوه. وبهذا فإن القرآن يحدد أن الصدق هو ما جاء في التوراة، وخلافه كذب، كما تؤكد على ذلك الآية التالية:

﴿ فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ۝ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾ آل عمران [94] –[95]

﴿ فَمَنْ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الكَذِبَ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الظَّالِمُونَ ﴾ كل ما سيقال في هذا الموضوع بعد تلاوة التوراة وتبيان حقيقة الأمر خلافًا لما نصت عليه هو محض كذب، ومن عاد لما يقال من أن إسرائيل حرم تلك المحرمات فهو يفتري الكذب على الله ورسوله، والكذب في الدين هو ظلم وإنقاص من حق الله عز وجل، وهذا الظلم يقود إلى الشرك بالله.

﴿ قُلْ صَدَقَ اللَّهُ فَاتَّبِعُوا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفاً وَمَا كَانَ مِنْ الْمُشْرِكِينَ ﴾ والله عز وجل يأمرهم في آياته أن يتمسكوا بالدعوة التي يدّعون أنهم ينتمون لها ومتمسكون بها، وهي ملة إبراهيم، ولأن ملة إبراهيم واحدة لا تتبدل، لذا فإن الله عز وجل يأمر نبيه محمد "قل صدق الله" – جل جلاله – في القرآن الكريم، فيما ذكر من محرمات، لأنها مطابقة تمامًا لما هو موجود في التوراة، لأن الكتابين على ملة واحدة.

كانت هذه الآيات تتحدث عن الجدال الذي دار حول حكم الطعام، ولقد أكملت الآيات التالية بموضوع في إشارة ضمنية لجدال آخر يدور حول موضوع المسجد الحرام وأهميته في ملة إبراهيم وعلى كونه أول بيت وضع للناس.

﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ۝ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ﴾ آل عمران [96]-[97]

الآية الكريمة تؤكد حقيقة دينية تاريخية، وهي تأسيس أول بيت لله وضع بإذن منه سبحانه ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكاً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ ﴾ والإقرار بهذه الحقيقة يعني الإقرار بالاتجاه الصحيح للقبلة والتي يتوجه لها المسلمون التابعون لملة إبراهيم، والآيات تقرر أن أول بيت هو الذي بـ " بكة " وهو اسم الجبل الذي تقع فيه الكعبة المشرفة، "مباركًا" أي كثير الخيرات والعطاء، "وهدىً للعالمين" ولوجود البيت أهمية في هداية الناس لملة إبراهيم التي تدعو لنبذ الشرك والتوحد على حقيقة ما أنزل الله، وهي حين تقر بهذا فهي تشير ضمنًا إلى انحراف أهل الكتاب عنه إلى جهة أخرى، واتخاذهم قبلة للصلاة و الحج غير المنصوص عليها في الملة، ولكي يتحقق ذلك الإنحراف ادعوا أن إبراهيم حين التأسيس لم يكن في بكة وإنما في بيت المقدس (مثلًا)، لذا تأت الآية التالية لتدحض هذا الافتراء.

﴿ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ ﴾ هذه الآية تذكر الأدلة البينة "الآيات" التي تؤكد حقيقة أن المسجد الحرام هو مكان نبي الله إبراهيم، إحدى تلك الآيات وأبرزها هو "مقام إبراهيم" فوجود هذا الشاخص التاريخي البصري دليل على وجود نبي الله إبراهيم في هذا الموقع، ثم تكمل الآية المباركة ﴿ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنْ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ ﴾.

وفي هذا إشارة إلى تبدل حكم أساسي من أحكام الدين، وهو اتجاه القبلة، وأن الحكم الذي جاء به القرآن هو نفسه الذي كان في التوراة، وأن التبديل إنما جاء بسبب أهواء وافتراءات أهل الكتاب وليس من التوراة نفسها، وإذ يضيف القرآن الكريم هذا الحكم كتعقيب على ما ورد في الآية السابقة، فإنما يؤكد على أنه كما تبدلت القبلة والتي فيها دلالات واضحة وبيّنة جغرافيًا وأثريًا، فتبديل حكم الطعام أسهل من ذلك التبديل.

نختم هذا المقطع المبارك من هذه الآيات بالآيتين :

﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ۝ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾ آل عمران [98]-[99]

توجه هتين الآيتين الخطاب للنبي بأن يتوجه لأهل الكتاب بتساؤل الحجة البالغة من رب العالمين والتي سيحاسبون عليها يوم القيامة، السؤال الأول : ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَاللَّهُ شَهِيدٌ عَلَى مَا تَعْمَلُونَ ﴾، والمقصود بالآيات هنا هي آيات التوراة، وكفرهم بآيات التوراة انكشف من خلال كفرهم بآيات القرآن، وسؤال الآية : "لم تكفرون بآيات الله"؟ وآيات الله، هو لأن آيات الله في القرآن هي كما هي في التوراة! ولأنهما يتح دثان عن حكم واحد وشريعة واحدة، لذا فالكفر بهما واحد، والسؤال بهذا البيان هو لم تكفرون بحقيقة أنتم تعلمون بها وتعلمون شهادة الله على أفعالكم ؟"والله شهيد على ما تعملون "!

أما سؤال الآية التالية فهو: ﴿ قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ ﴾، فإذا كنتم تكفرون بآيات الله مع علمكم، فلم تصدون غيركم عن الإيمان بهذه الحقيقة، وهذا يشير إلى أنهم يكذبون ولا يعترفون للناس بأن النبي محمد (ص) قد جاء برسالة القرآن مصدقًا للتوراة، وليس مغيرًا أو محرفًا لملة إبراهيم في شيء. وقد بين هذا التساؤل بغيتهم، وهي أن يبقى الدين عوجًا تابعًا لأهوائهم، والآية تتساءل كيف يكون منكم ذلك وأنتم "شهداء" في الدين؟ أي أن الناس يأخذون شهادتكم على ماجاء في التوراة، والحق أن تقولوا شهادة الحق، ولكنكم خالفتم أماناتكم " وما الله بغافل عما تعملون" .

خاتمة

وجدنا في الآيات السابقة كيف جادل النبي محمد (ص) أهل الكتاب في حكم الطعام، ونتساءل هنا: لم هذا التداخل؟ ولم هذا الجدال؟ لو كان النبي على ملة وهم على ملة أخرى ، لا نتفت مشروعية الجدال، فأهل ملتين لا يتجادلان، وما وجود ذلك الجدال إلا أنهما أهل ملة واحدة.

حين جادلهم النبي ألزمهم بالحجة التي يدعون أنهم ملتزمون بها، وهي التوراة، وبين لهم من خلال تلاوتها والاستشهاد بها أنهم لا يلتزمون بنصوصها وإنما يلتزمون بنصوص أخرى يدعون أنها منسوبة إلى نبي الله يعقوب (ع)، وقد بين النبي أن تلك النصوص مكذوبة ولا أصل لها. والنبي هنا لم يحتج بالقرآن عليهم، وإنما احتج بالتوراة، وهذا دليل على التزام النبي بالتوراة وبما جاءت به من أحكام.

و بالنظر إلى الآيتين [98]و [99] على تغيير حكم الطعام وتبديل الموقع الجغرافي لأول بيت وضع للناس، نجد أنهما أشارتا إلى كفرهم بالآيات وصدهم الناس عنها، و بهذا التعقيب يتأكد أن الحكم في التوراة هو نفسه الذي جاء في القرآن، فهتان الآيتان تقولان أن أهل الكتاب لم يتبعوا حكم التوراة في هذين الحكمين وإنما اتبعوا أهواءهم وابتغوها عوجا، وهذا يعيدنا مرة أخرى إلى أن الحكم واحد والشرع واحد في كلا الكتابين. ولو لم يكن الحكم واحد لما حصلت هذه المجادلة بين الرسول وبينهم، ولكن القول بأن لكم حكمًا في كتابكم ولنا حكمنا في كتابنا، ولكم قبلتكم ولنا قبلتنا، ولكن الجدال في مثل هذه المواقف دليل على أن الحكم في الكتابين واحد.