مدونة حلمي العلق

مصدقًا لما بين يديه

 | The-Quran-and-the-People-of-the-Book

مقدمة

استكمالًا لما درسناه في الحلقات السابقة، نكمل الحديث حول علاقة أهل الكتاب بالإسلام وعلاقة التوراة بالقرآن الكريم، في هذه الحلقة نتحدث عن العبارة القرآنية الكريمة " مصدقًا لما بين يديه " حيث نضع دلالة هذه العبارة في سياق كون أن العقيدة والشرع واحد لا يتغير بين الكتب السماوية.

والعبارة القرآنية تتحدث عن نفسها، فهي تتحدث عن التصديق، وهذه العبارة تصف القرآن بأنه مصدق لما بين يديه وما بين يديه هو التوراة والإنجيل، وتصديقه شامل لا جزئي، فإن صدق في جانب ولم يصدق في جانب آخر كان ذلك إخلال في التصديق ونقص فيه، ولا يمكن نتيجة لذلك أن نسميه مصدقًا، نستعرض بعض الآيات التي أوردت هذه العبارة الكريمة والتي نفهم من خلالها شمول التصديق في العقائد والأحكام، نبدأ في آخر آية سورة يوسف (ع) والتي تبين أن قصة يوسف هي أحد دلائل التصديق، ثم ننتقل إلى آيات التحكيم في سورة المائدة والتي تبين أن التصديق يشمل الأحكام كذلك.

مصدقًا لما بين يديه

يقول الله عز وجل

﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾ يوسف [111]

الآية جاءت في خاتمة سورة يوسف، ونعلم أن هذه السورة المباركة ذكرت قصة يوسف مع إخوته، هذه الآية تبيّن أن في هذه القصص عبرة لأولي الألباب ﴿ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لأُوْلِي الأَلْبَابِ ﴾ عبرة لأولئك الذين يفكرون ويتأملون في لب الأشياء، ثم تسم الآية آيات القرآن بالحديث ﴿ مَا كَانَ حَدِيثاً يُفْتَرَى وَلَكِنْ تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْه ﴾ لم يأت النبي محمد بفرية من عنده ليقص قصصًا من مخيلته، ولكن حقيقة الأمر أنه حديث من عند الله، ولأنه من عند الله جاء مصدق الذي بين يديه، فالقرآن يصدق التوراة، وهذا يقود لفهم أن القرآن ذكر قصة يوسف كما ذكرتها التوراة، وهذا الذكر دليل على التطابق، وبالتالي هو دليل على أن هذا الحديث صادق ومن نفس المصدر الذي جاءت منه التوراة وهو الله عز وجل.

أما قوله تعالى ﴿ وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ ﴾ ففيه دلالة على أن القرآن فصل كل شيء تم ذكره في التوراة، وهذا بدوره يقودنا إلى أن القرآن أعطى تفاصيل القصص والعقائد والأحكام الشرعية، فالآية تقول "كل شيء"، ولم تستثن من ذلك شيء. إذًا القرآن الكريم مصدق لما سبقه ومفصل له، ﴿ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ﴾، ففي القرآن ما يشفي الصدور وبه تنال الدرجات العلى.

هذه الآية جاءت كتعقيب على قصة يوسف، ثم استخدمت عبارة التصديق، وقد يبدو أن التصديق مقتصر على ذلك، رغم أن الآية استخدمت لفظة " كل شيء " والذي يدل على شمول التصديق، نستعرض في الآيات التالية استخدام نفس العبارة ولكن في موضوع الأحكام الشرعية، وهي الآيات في سورة المائدة.

يقول الله عز وجل :

﴿ وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِمْ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ وَمُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ التَّوْرَاةِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ ﴾ المائدة [46]

جاءت هذه الآية المباركة كتعقيب على آيات وردت قبلها تتحدث عن بني إسرائيل الذين آتاهم الله عز وجل التوراة وكتب عليهم فيها أحكامًا كان من الوجب عليهم الالتزام بها، ثم عقبت على أن من لا يحكم يما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ، وأولئك هم الفاسقون، وقد سبق وأن درسنا تلك الآيات المباركة في الحلقة الثالثة تحت عنوان التحكيم.

تأتي هذه الآية المباركة بعد تلك الآيات معقبة بالحديث عن نبي الله عيسى (ع): " وقفينا على آثارهم بعيسى ابن مريم"، القفى هو الخلف والمُقفي هو السائر في الخلف، وكلمة "قفينا" فعل، والفاعل هو الله عز وجل، والمعنى أنه سبحانه هو الذي جاء بعيسى بعد موسى، "على آثارهم" أي على آثار بني إسرائيل الذين سبقت الإشارة إليهم في المقطع السابق من الآيات، والآثار هي ما تركوه وما خلفوه من أثر نتيجة إيمانهم بموسى والتوراة، والمعنى أن الله عز وجل بعث بعيسى بعد حقبة من الزمان عاش فيها بنو إسرائيل على إيمانهم بالتوراة وتركوا آثارًا تتبعها الناس وتأثروا بها.

ثم تعطف الآية " مصدقًا لما بين يديه من التوراة" واصفة نبي الله عيسى (ع) أنه يصدق بالتوراة، وتصديقه هذا يعني أن الأساس أنه مؤمن بها ويؤكد على ما فيها من حقائق وأحكام، ثم تعطف بالحديث على الإنجيل الذي أنزل على عيسى (ع) " وآتيناه الإنجيل فيه هدى ونور ومصدقًا لما بين يديه من التوراة " لتؤكد أن الإنجيل عندما نزل نزل مصدقًا للتوراة أيضًا، " وهدًى وموعظة للمتقين" . وعندما يقول أنه "مصدق" فلا يمكن أنه جاء بشيء مخالف لما جاءت به التوراة في العقائد أو الأحكام ولكن جاء مبينًا لها.

﴿ وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فِيهِ وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ ﴾ المائدة (47)

تعقب هذه الآية المباركة على الآية السابقة بقولها: " وليحكم أهل الإنجيل بما أنزل الله فيه" لهذا الأمر الصادر في القرآن الكريم لأهل الإنجيل دلالات هامة منها أن أهل الإنجيل يستمعون للقرآن الكريم، وتصلهم رسالته، ولهذا الفهم دلالات أخرى أيضًا، أنهم ابتعدوا عن تطبيق بعض أحكام الإنجيل، فجاء القرآن الكريم ليعيدهم إلى ما أنزله الله في تلك الكتب، وإذا كان القرآن يأمرهم بالإيمان به ويأمرهم كذلك بتطبيق الإنجيل، فهذا تناقض إلا إذا كان القرآن موافقًا للإنجيل في الأحكام والعقائد، وهنا يأتي معنى تصديق القرآن للإنجيل الذي سنقرأه لاحقًا في الآية التالية.

عندما جاء القرآن الكريم لم يأت بحكم جديد، ولم يأمر أهل الإنجيل ولا أهل التوراة بتغيير أحكامهم التي أنزلها الله، بل إن القرآن الكريم يؤكد على ضرورة أن يحكموا " بما أنزل الله فيه " ثم يشدد " ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون" وهي صفة الفسوق بعد الإيمان يصفهم القرآن بها إن هم لم يطبقوا تلك الأحكام، ويتضح لنا هنا من السياق ومن خلال ارتباط هذه الآيات بالآيات السابقة أن التصديق يتجسد في الأحكام وليس في العقائد فقط.

﴿ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنْ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِناً عَلَيْهِ فَاحْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ عَمَّا جَاءَكَ مِنْ الْحَقِّ لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجاً وَلَوْ شَاءَ اللَّهُ لَجَعَلَكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ ﴾ المائدة (48)

تعقب هذه الآية المباركة مخاطبة النبي محمد (ص) بقولها : " وأنزلنا إليك الكتاب بالحق مصدقًا لما بين يديه من الكتاب " وتقصد إنزال القرآن الكريم فقد نزل مصدقًا للتوراة والإنجيل، وتؤكد الآية على أن التصديق للأحكام بقولها: " ومهيمنًا عليه " فالقرآن مهيمن على ما سبقه، ومن الهيمنة نفهم الاحتواء والزيادة، فالقرآن يحتوي ما سبقه من أحكام وعقائد، ويزيد على الأحكام الحكم في الاختلافات السابقة، وإضافة أحداث جديدة، فالأحداث التي تلت نزول التوراة لم تتحدث عنها التوراة، والأحداث التي تلت نزول الإنجيل لم يتحدث عنها الإنجيل، ولكن القرآن جاء ليتحدث عن كل تلك الإحداث ويبينها.

" فاحكم بينهم بما أنزل الله " هذا توجيه للنبي محمد حول طريقة التعامل مع أهل الكتاب الذين آمنوا بالقرآن، أن احكم بينهم بما أنزل الله، وهذا يعطي دلالة على أن " ما أنزل الله " هو شيء واحد سواء في التوراة أو الإنجيل أو القرآن، ويحمل حكمًا واحدًا لا ثاني له، ولا اختلاف فيه، ثم تحرص الآية الكريمة على التفريق بين ماهم عليه من انحراف وبين ما هو موجود في الإنجيل بقولها " ولا تتبع أهواءهم عما جاءك من الحق" محذرة الرسول من أن يصدق ما يدعونه من أحكام كونهم أهل كتاب، وهذه العبارة لها دلالة أيضًا وهي أن الرسول مصدق للتوراة والإنجيل، فلو لم يكن كذلك لم يستمع لهم! فهو يستمع لقولهم لأنهم يدّعون أنهم أهل كتاب وسائرون عليه، ولكن الآية تقول احذر فما لديهم من أحكام هي أهواء وليست من التوراة ولا الإنجيل، وما أنزل إليك هو المطابق للتوراة والإنجيل، وهو الحق.

لذا يأتي معنى العبارة " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجاً " في ذات السياق، فقد جعل الله عز وجل للنبي محمد ومن خلال القرآن شرعة حقه، ولكن جعل لأهل الكتاب الذين لم يؤمنوا بالقرآن شرعة هي من صنع انحرافاتهم، فيكون جعل الله هو الإذن بأن يسير هؤلاء باسم الدين وباسم التوراة والإنجيل ولكن على انحراف عنهما.

ثم تعقب الآية الكريمة " ولو شاء الله لجعلكم أمة واحدة "، والأمة الواحدة هي الأمة التي تسير على منهاج واحد في العقيدة والأحكام، ولقد اقتضت المشيئة الربانية أن يكون الناس أمم أي بعقائد ومناهج مختلفة، واحدة من هذه المناهج هي التي يريدها الله عز وجل والباقي مناهج خارجة عن نهجه وشرع خارج عن شرعه، وهو يبين هنا إنما هذه المناهج جاءت بإذن من الله وحتى يمتحن من خلالها المؤمنون.

" وَلَكِنْ لِيَبْلُوَكُمْ فِي مَا آتَاكُمْ " أي لكي يختبر كيف تتعاملون مع الكتاب المنزل الذي آتاكم إياه، هل تتمسكون به أو تنحرفون عن منهاجه إلى منهاج الآباء وما وجدتم عليه آباءكم. فإن كان ذلك بلاء من عند الله "فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَات " باتباعكم ما أنزل الله، استبقوا يامن أنزل عليكم القرآن بتطبيقه قبل غيركم، وهو الخير المنزل من عنده سبحانه.

ثم تختم الآية المباركة بالتذكير بالرجوع إلى الله : " إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ " كل هذه الأمم سترجع إلى الله لتحاسب على ذلك الاختلاف عن الكتاب المنزل، فمن صدق في اتباعه لكتابه المنزل فقد سلم ونجا، أما من انحرف عنه فقد عرض نفسه لحساب رب العالمين، وسوف ينبئ الله عز وجل هذه الأمم ما كانوا فيه يختلفون، ولو لم يكن هذا الاختلاف موضع حساب لما ختمت الآية بهذا الأسلوب.

﴿ وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ النَّاسِ لَفَاسِقُونَ ۝ أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ ﴾ المائدة [49]-[50]

تأتي هتان الآيتان كخاتمة للمقطع المبارك لتبين للنبي كيف يجب أن تكون طبيعة التعامل مع أهل الكتاب وكيف يجب الحكم بينهم من خلال ما أنزل الله : " وَأَنْ احْكُمْ بَيْنَهُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ " وتؤكد الحذر من التعامل معهم في الدين : " ولا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَاحْذَرْهُمْ أَنْ يَفْتِنُوكَ عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْك " لأن ما لديهم ليس مما أنزله الله، وليس من التوراة ولا من الإنجيل وإنما هم يتبعون أهواءهم ويتبعون ما بدله آباءهم في الدين، وقوله تعالى "احذرهم أن يفتنوك" تعبر عن طريقة وأسلوب التأثير التي يتبعها أهل الكتاب، فلديهم من القول والحديث ما يؤثر على المستمع بحيث قد يتأثر ويقتنع ويغير ما أنزل الله، ثم تبين طبيعة الاختلاف أنه في بعض ما أنزل الله وليس في كل ما أنزل الله " عَنْ بَعْضِ مَا أَنزَلَ اللَّهُ إِلَيْك " وهذا ما يفعله الشيطان في الديانات، فهو لا يحرفها بالكامل وإنما يغير بعض ما جاء فيها، فبهذا الإسلوب يفتتن المؤمن عن كتابه.

وتبين الآية الكريمة طريقة تعامل الله عز وجل مع الأمم حين تذنب وتخالف ما أنزل الله، فعقابها يكون من جنس العمل، حيث يجعل قلوبهم قاسية على كتاب الله فلا تقبل منه ولا تقبل عليه ولا تكون قادرة على التغيير ولا إصلاح ما أفسده الشيطان في دينها، وهذا ما تبين حقيقته الآية : " فَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُصِيبَهُمْ بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ " مبينة للنبي أن لا تتعجب من هذا الإصرار مع وضوح البيان وقوة الحجة من القرآن ومن الكتب السماوية، فقد أصابهم الله ببعض ذنوبهم وأقفل نتيجة لذلك عليهم باب التوبة والرجعة.

ثم تختم الآية التالية بما هم عليه وما ذهبوا إليه بأن ما أخذوه إنما هو حكم الجاهلية وليس حكم الله، وحكم الجاهلية هو حكم الجهل الذي لا يأخذ بما أنزله الله عز وجل ، فكل ما دون الكتاب من حكم هو جهل : " أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ " مؤكدة على أن التوفيق للحكم بما أنزل الله هو للموقنين فقط.

خاتمة

تبين لنا ومن خلال هذه الآيات المباركة، أن القرآن الكريم مصدق للكتب السماوية في القصص والعقائد والأحكام، وأن حكم القرآن الكريم لا يختلف عن حكم التوراة ولا حكم الإنجيل.