مدونة حلمي العلق

أساس التركة

 | التركة

مقدمة

نستكمل الحديث عن حكم الوصية في الحلقة الثانية نتناول العناوين التركة من خلال العناوين التالية : قسمة التركة، إيتاء المال دفعة واحدة، الحفاظ على مال اليتيم و أساس توزيع التركة.

التركة

قسمة التركة

في قسمة التركة يقول الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز في آية 8 من سورة النساء ( وإذا حضر القسمة أولوا القربى واليتامى والمساكين ) . وفي هذا الموقف يرزق من هذه التركة من يحضر القسمة من الأيتام والمساكين ، كما يتوجب أن يقال لهؤلاء الحاضرين قولاً معروفاً ، فقد تتوق نفوسهم لهذا المال الذي يوزع وهم في حالة من الضعف فيقال لهم ما يرضي هذه النفوس .

قبل أن نبدأ في الآية 11 من سورة النساء : نريد أن نلتفت إلى كلمة ( الوراثة ) التي استخدمتها الآيات ، نلاحظ هذه الكلمة بصورة واضجة في آية 19 من نفس السورة والتي تقول : ( يا أيها الذين آمنوا لا يحل لكم أن ترثوا النساء كرهاً ولا تعضلوهن لتذهبوا ببعض ما آتيتموهن ) والتي تشير إلى أن وراثة النساء (بغض النظر عن المعنى والذي سنتناوله في حينه إن شاء الله ) ولكن لدينا مقارنة واضحة بين (أن ترثوا ) وبين ( بعض ما آتيتموهن) ، والذي يعني أن كلمة أن ترثوهن هو أخذ الكل وليس البعض.

أي لدينا

1- ورثة النساء بالإكراه أي أخذ أموالهن أو ما لديهن من ممتلكات سواء كانت بالإكراه أي بصورة مباشرة وصريحة

2- أو أخذ بعض ما آتييتموهن بالإعضال أي بطريقة غير مباشرة والتي تعني بالضغط المعنوي.

التوزيع الأساسي للتركة :

كي نفهم هذا التوزيع علينا أن نمسك بالقلم في يد وبالمصحف الشريف على آية 11 من سورة النساء في اليد الأخرى . من المفرض أننا نحفظ هذه الآية ونعرفها تمام المعرفة ، حتى نتمكن من وضع أيدينا على الكلمة المفتاح للآية .

اكتب : الكلمة المفتاح هي ( آباؤكم وأبناؤكم ) ، والتي تأتي في ذيل الآية ،

والآن ابدأ معي في قراءة الآية بقلبك بعد التوكل على الله سبحانه وتعالى وسنبدأ من فهم هذه الآية من قوله تعالى ( ولأبويه ) .

لماذا ؟ لأنه يتحدث عن الأبوين في جميع الحالات أي مع وجود الأبناء أو عدم وجودهم ، سنضع الأبوين فوق رأسنا في هذه التوزيعة على أنهما المدخل للفهم .

اكتب : مدخل الفهم : (ولأبويه لكل واحد منهما السدس )

والآن ضع القلم وشاهد معي هذه الدائرة التي تستجيب حسب الآية .

1- ولأبويه لكل واحد منهما السدس إن كان له ولد

2- فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث

3- فإن كان له أخوة فلأمه السدس

نتوقف هنا ونتابع مع السبورة : لنرسم ثلاث دوائر على السبورة ونعيد شرح هذه العبارات الثلاث وندخل المدخل ( لأبويه ) بالمفتاح ( آباؤكم وأبناؤكم ) ، ليكون الفهم كالتالي :

1- لأبويه لكل واحد منهما السدس (الثلث) ، وللأبناء الثلثان

2- فإن لم يكن له ولد وورثه أبواه فلأمه الثلث ، وتحدثنا عن كلمة (ورثه ) والتي تعني أخذ الكامل ، ولأننا هنا في الحديث ثلث وثلثين ، سيكون الحديث عن الثلث للأم ، ويبقى الثلثان للأب .

3- فإن كان له أخوة فلأمه السدس ، ويبقى من الكامل سدس آخر وثلثان ، ويمكننا أن نفهم هنا أن السدس المتبقي للأب ، والثلثان للأخوة الذين فسح لهم المكان بغياب الأولاد.

وأكتب على السبورة : التركة الأساسية هي ثلاثة أثلاث : ثلث للآباء ، وثلثان للأبناء .

ننتقل إلى الشرائح : وستعرض الآن الشريحة : ثلثان للأولاد وثلث للآباء

وأتحدث : الآية التالية وهي آية 12 ، تعطي تمام الحديث عن توزيع التركة ، وهنا نريد أن نقرأها بهدف معرفة هل ما فقهناه في هذه التركيبة الأساسية صحيح أو لا ؟

وهنا أيضاً المدخل لاستكمال الفهم الأول مهم

المدخل : وإن كان رجل يورث كلالة، وقد نقول بأننا لا نفهم الكلالة ، ولكن بالتمعن في الآية نجد أنها تقول ( وله أخ أو أخت فلكل واحد منهما السدس) ، لتعطي دلالة واضحة بأن الكلالة هي غياب الأبوين ، لأن إحلال الأخوة كان تماماً مكان الأبوين لأن العبارة مطابقة لقوله للأبوين لكل واحد منهما السدس ، وكذلك الجناس في الحالتين ، حيث أصبحت الأخت مكان الأم والأخ مكان الأب .

الفهم : ومرة أخرى يتبين لنا أن الآباء حجزوا الثلث من التركة بما يؤكد الفهم الأول : الثلث للثلثان ، وأن ما هو للأولاد يكون الثلثان فقط .