مدونة حلمي العلق

التركة الأساسية والتركة الفرعية

 | التركة

مقدمة

بعد أن فهمنا أن الأساس في التركة هو الثلث إلى الثلثين ، الثلث للآباء والثلثان للأبناء ، نتحدث الآن عن الحالات الاستثنائية لهذه الحالة. وقد بدأت الآية 11 من سورة النساء ، بالحالة العامة والحالة الاستثنائية، الحالة العامة هي ﴿ يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ﴾ ، فما هو مخصص للأولاد من نساء ورجال يوزع بهذه النسبة ، فالثلثان التي علمناها سابقاً أنها مخصصة للأولاد ، تؤخذ وتوزع على الأولاد بهذه النسبة : للذكر مثل حظ الأنثيين . وقبل أن نكمل فهم توزيع التركة علينا أن نفهم الفرق بين الحظ والنصيب، ونفهم الوريث الوحيد ، وماهي التركة الأساسية والتركة الفرعية.

التركة الأساسية والتركة الفرعية

أولاً : الفرق بين الحظ والنصيب

قبل أن نكمل فهم توزيع التركة علينا أن نفهم الفرق بين الحظ والنصيب ، نتأمل الآية التالية :

1- النصيب

﴿ لِلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ نَصِيباً مَفْرُوضاً ﴾ النساء (7)

وهذه الآية تعبر عن أن النصيب قد يكون قليلاً أو كثيراً

2- الحظ

﴿ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ ﴾ النساء (11)

وهذه الآية تعبر عن الحظوظ وليس عن النصيب، ومن كلمة الحظ بمثل الضعف، نفهم المعنى الحسابي للكلمة أنها تعني النسبة، أن بنسبة 1 إلى 2 ، ومثال ذلك أنه كلما أخذت المرأة ألفاً أخذ الرجل ألفين.

مثال :

نريد توزيع تركة مقدارها (20) ألف ريال على رجل وامرأتان، فكيف يمكن توزيع هذه التركة؟

الحل:

امرأة امرأة رجل
1 1 2

نجمع الأسهم في الأعلى ويكون مجموعها 4 والآن : نقسم المبلغ المعطى وهو 20 على 4 يكون الناتج 5 ، إذا هذا هو السهم ، نضرب السهم في الحظوظ في الأعلى نحصل على النصيب لكل واحد.

امرأة امرأة رجل
5 5 10

ولو جمعنا الأعداد السابقة نلاحظ أن المجموع هو 20 ريال كما هو المبلغ الأساسي الذي أردنا أن نقوم بتوزيعه .

نتيجة :

آيات التركة تتحدث عن حظوظ وليس عن أعداد للقسمة المباشرة ، وإنما تكون القسمة بعد أن نحدد الحظوظ وبعد الحظوظ نحدد الأسهم وبعد تحديد الأسهم تحدد نصيب كل واحد ، ويكون نصيب كل واحد قليل أو كثير بعد ذلك، وما يؤكد ذلك هو أن مجموع الحظوظ المذكورة تتجاوز الواحد ، أو تقل عن الواحد في بعض الأحيان، ولا يمكن حينها توزيع هذه الكسور إلا على أساس أنها حظوظ أي بمعنى حسابي على أنها نسب متقابلة مع بعضها البعض.

3- الوريث الوحيد

أساس مهم في التركة وهو أنه لو كان هناك وريث واحد فقط من أي من الأبناء أو الأبوين أو الإخوة فسيكون هو الوارث لكامل تركة المتوفى أو حتى زوجة.

سؤال

متوفى لديه ولد وحيد، ليس لديه أبوين ، ولا أخوة ولا زوجة، كم يأخذ ؟

الإجابة : يأخذ كامل التركة إذ لايوجد منافس معه حتى نعمل بالنسب.

سؤال

نكرر نفس السؤال السابق : للبنت ، للأب ، للزوجة ، للأخ ، للأخت، فكم تأخذ

الإجابة : التركة كاملة مع عدم وجود أي منافس.

نتيجة

في حال وجود شخص واحد فقط ، لا تتدخل تلك النسب التي ذكرها القرآن الكريم ، لأنها ستؤخذ في حال وجود منافس في التركة فقط، وعلى هذا الأساس نريد أن نؤسس لفهم آيات التركة من جديد، إذًا هذه الحظوظ هي حظوظ في حالة التنافس بين وارثين أو أكثر من أصناف مختلفة، وسيتأكد ذلك أكثر من خلال الآيات ومن خلال الحسابات الرياضية أيضاً ولكن

ثانياً : التركة الأساسية والفرعية

تركة أساسية تركة فرعية
الأبوان الإخوة ثلث ثلثان زوجة أو زوج
البديل : الإخوة

ثالثاً : نسب لا تتغير

الأختان فأكثر ثلثان
الأخت النصف
الأم حسب الموقع سدس أو ثلث

رابعاً : نسب تتغير

في حال غياب أحد العناصر الرئيسية في التركة الأساسية ، وغياب البديل ، تبقى النسب التي لا تتغير كما هي ، ولكن يمكن للنسبة أن تتغير لغير المذكورين ، أي ممكن أن تتغير للأبناء ذكوراً ، للأبناء ذكوراً وإناثاً ، وللأب فتؤخذ التركة كاملة أي ثلاثة أثلاث.

ثلث ثلثان

التوزيع الأساسي للنسب

نبدأ الآن في توزيع التركة من خلال أمثلة نفهم منها التوزيع في الآيات، وقد بدأت الآية 11 من سورة النساء ، بالحالة العامة والحالة الاستثنائية، الحالة العامة هي ( يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ) ، فما هو مخصص للأولاد من نساء ورجال يوزع بهذه النسبة ، فالثلثان التي علمناها سابقاً أنها مخصصة للأولاد ، تؤخذ وتوزع على الأولاد بهذه النسبة : للذكر مثل حظ الأنثيين .