الطاقة
| wordsالطاقة:
طاق الأمر أي قدر عليه مع المشقة، يطوق ، والمفعول مطوّق، والاسم : طاقة ، ومجموعها: طاقات. والطاقة هي القدرة ومقومات القدرة الجسدية أو المعنوية للفعل، فقد يمتلك الإنسان القدرة على فعل أمر ما، ولكنه يحتاج ما يقوم تلك القدرة ويجعلها فاعلة،فهو بحاجة للطاقة.
تقول الآية ﴿رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ﴾ أي لا تفرض علينا شيء لا قدرة لنا به، وتحدثت آيات طالوت عن الطاقة الجسدية، وهذا ما أثر على الجنود نفسياً الذين انسحبوا عن قائدهم،أما المؤمنين فتحدثوا عن إيمانهم لأنه مصدر الطاقة ﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾.
1- ﴿ فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ ﴾ البقرة [249]
2- ﴿رَبَّنَا وَلا تُحَمِّلْنَا مَا لا طَاقَةَ لَنَا بِهِ وَاعْفُ عَنَّا وَاغْفِرْ لَنَا وَارْحَمْنَا أَنْتَ مَوْلانَا فَانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِينَ ﴾ البقرة [286]
يطيق : صفة امتلاك الطاقة .
3- ﴿ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ﴾ البقرة [184]
يطوّق : نقول ذاق يتذوق مثل طاق يتطوق ، والتطويق هو فعل تكون نتيجته ابطال الطاقة.
4- ﴿ وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ ﴾ آل عمران [180]
ملاحظة : قد يكون معنى الطاقة هو من التطويق أي من القدرة على احتواء الأمر الذي هو أمام الإنسان على أن يأتي عليه حتى نهايته.
آية الصيام
ذكرت كلمة الطاقة في آية الصيام لأن الصيام يحتاج إلى قدرة على تحمل الجوع والعطش، وهو ذات الموضوع الذي تناولته آية جيش طالوت، حيث قال أتباعه الذين لم يشربوا من الماء أنهم لا يستطيعون مواجهة جالوت لأن المحارب يحتاج إلى مقوّم رئيسي وهو شرب الماء فذكروا كلمة الطاقة:
﴿فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ ﴾.
ولكن الله عز وجل كان يريد أن يفتن أتباع طالوت ويفرزهم فيستخلص الفئة التي تؤمن بأن النصر من عند الله حتى مع نقص هذا المقوم الرئيسي للحياة فضلًا عنه في الحرب. وبالمثل في آية الصيام، فإن الصيام يحتاج إلى طاقة جسدية تتحمل الجوع والعطش لمدة من الزمن، فجاءت كلمة الطاقة، في قوله تعالى :
﴿وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ﴾
أي على الذين تتحمل أجسادهم مقاومة الصيام بما فيه من امتناع عن الطعام والشراب للمدة التي حددها الله عز وجل، ولكنهم مع ذلك لا يرغبون في الصيام، فهؤلاء عليهم أن يدفعوا فدية عن كل يوم يفطروا فيه طعام مسكين في هذا الصيام الذي حددته هذه الآية.